عادل الكردوسي، شاب مصري أصيل، ابن نكتة دمه خفيف زيه زي كل المصريين، ملامحه مصرية جدا لدرجة انك تشك انه مسروق من المتحف المصري، وعمنا زاهي حواس لو خد بيه خبر حيكتشفه حيكتشفه.
شغال محاسب في شركة كبيرة للاستيراد والتصدير، متجوز وعنده ولد واحد، بس للاسف مراته عايزة تطلق، مع ان عادل راجل كسيب ماهيته فيها عدد من الاصفار اللي يخليه يفتح بيت مرتاح، شخصيته فيها مميزات تخللى أي ست تبقى سعيدة جنبه، ماعدا عيب واحد بس.
عادل الكردوسي بخيل جدا، لدرجة انه يوم ما تولد نزل في عربية باباه قبل ما يوصل بمامته المستشفى علشان يوفر تمن عملية الولادة، مكنش بيرضى من وهو صغير يشتري زي اصحابه شيبسي وبيبسي وكلام فارغ من ده، لا كان بيحوش، باباه اكتشف في ثانوية عامة ان عادل حوش كل مصروفه من كي جي 1 مصرفش منه غير 50 جنيه لما اتمسك وهو بيحاول يزوغ في مترو الانفاق علشان يوفر تمن التذكرة.
ده ميمنعش ان عادل بيقعد مع اصحابه على القهوة، صحيح دايماً يقول انه صايم، بغض النظر الوقت ليل ولا صبح، بس اصحابه بيطنشوا. ولما قرر يتجوز كان مقتنع ان الجواز مشروع فاشل جدا، يجيب ليه واحدة غريبة يصرف عليها ويأكلها، لكن لما اكتشف ان الممرضة اللي حتقعد مع مامته بعد ما باباه مات حتتكلف اكتر، اتجوز الممرضة، واللي طبعا فقدت أهميتها بعد وفاة والدته، وبقت حمل زيادة على مصاريف عادل اللي مبتزيدش باي حال من الأحوال عن 150 جنيه في الشهر.
المصيبة كمان بالنسبة لعادل الاستاذ الصغير اللي شرف، وفتح معاه باب مصاريف جديدة ايشى بامبرز وايشي لبن ولا دوا لما يعيا. عادل الحقيقة فكر في الملجأ بس برضه ده دمه ولحمه، وده خلاه عاجز عن التصرف لاول مرة في حياته. بس اعتقد النهاردة بعد ما عادل فاض بيه الكيل وطفح قرر يضحي بالام اللي هي مراته ويكتفي بالابن علشان هو يقدر يعيش.