حين اهتزت مصر من اسم ليفربول في عصر محمد علي باشا
لو قلنا إن سبب تردد اسم ليفربول في عصر محمد علي باشا جوا مصر كان أشهر من ذكرها دلوقتي، ممكن محدش يصدق، لإن سبب شهرة الاسم في مصر له صلة باللاعب محمد لكن تاريخيًا صلة ليفربول ومصر بدأت عام 1824 م، يعني حتى من قبل ما النادي يتأسس.
الأول هي مدينة ليفربول جات إزاي ؟
مدينة ليفربول اتبنت على يد الملك جون شقيق ريتشارد قلب الأسد سنة 1207 م، والملك جون كان مفتون بالعمارة لدرجة خلته يقرر يكون هو نفسه المهندس اللي رسم خريطة ليفربول وقت بُنَاها.
جيمس بيكتون في كتابه «النصب التذكارية ليفربول التاريخية والطوبوغرافية» قال «إن سبب اسم المدينة يرجع للبقعة التي تأسست عليها إذ كانت تشبه الإقامة على حمام سباحة فكان liver بمعنى المقيم و pool بمعنى حمام السباحة»، وبسبب موقعها قرر 500 نبيل من نبلاء انجلترا إنهم يقعدوا فيها.
إيه اللي جاب القلعة لجنب ليفربول في عصر محمد علي باشا ؟
اسم ليفربول في عصر محمد علي باشا جا وفي ديله بدء العلاقات المصرية العمانية على يد السلطان سعيد بن سلطان «جد السلطان قابوس» بالتزامن مع ظروفٍ سياسيةٍ خارجيةٍ.
بعد نجاح محمد علي باشا في الإطاحة بالدولة السعودية الأولى سنة 1818 م كان السلطان سعيد هو أول حاكم من شبه الجزيرة العربية يهنئ الباشا بالانتصار دا، لحد ما جاء لقاءهم سنة 1824 م لما جا السلطان سعيد بسفينته اسمها ليفربول لميناء جدة ومعه الهدايا إلى الباشا.
انبهر محمد علي باشا بالسفينة ليفربول كان فيها 74 مدفع وكان الباشا نفسه في بناء أسطول بحري يضم قطعًا حربيةً زي السفينة دي ومن هنا بدأ التفاهم بين سعيد ومحمد علي باشا، واللي حدد سببه الرئيسي أليكسي فاسيليف في كتابه «تاريخ العربية السعودية»، أن السلطان سعيد كان مرحبًا بسقوط الوهابية لدرجة جعلته يعقد صفقة مع الباشا.
بعد سقوط الوهابية حصل تجهيز مشروع بين سلطان عمان ووالي مصر يقضي بأن تخضع البحرين ومنطقة الأحساء ـ شمال المملكة العربية السعودية الآن ـ تحت حكم سعيد في مقابل دفع خراج سنوي لخزانة مصر التي تحكم شبه الجزيرة، لكن شروط محمد علي باشا وانشغاله في الحرب ضد العثمانيين فضلاً عن موقف الإنجليز أجهضوا الاتفاق دا.
كان السلطان سعيد مفتون بوالي مصر وهو نفس الشعور من محمد علي باشا، فالسلطان العماني بعت برسالة إلى محمد علي باشا طلب منه إرسال ضباط من المدفعية المصرية إلى عمان من أجل تعليمهم.
تأثر محمد علي باشا بالسفينة ليفربول خلاه يطلب تأسيس سفينة شبهها، ويدلل على دا رسالة وردت جات كتاب وثائق البحرية المصرية في عصر محمد علي باشا لـ أنجلو ساماركو، إذ إنه القنصل فانتوتسي بعت لوزير الشئون الخارجية في نابولي بإيطاليا رسالة يوم 3 سبتمبر 1837 م قال فيها «أمر الباشا ببناء قصر جديد له وحده إلى جوار هذا الموقع (يقصد الإسكندرية)، وهو ينوى في الأيام القليلة القادمة الرحيل إلى القاهرة على متن السفينة البخارية لايجيتسيانو التي تم تشييدها في ليفربول على يد السيد أنيبالى دي روسيتي قنصل توسكانا العام، ويبلغ طولها 122 قدما إنجليزيا، وقوتها 60 حصانا، وبها مخزون من الفحم يكفي لثمانية أيام، ولا تزن إلا ثلاثة أقدام ماء فقط، ومع إنها بسيطة إلا أنها في الوقت نفسه فائقة الجمال».
طب اسم ليفربول في عصر محمد علي هز مصر ليه ؟
الصدفة القدرية أن السفينة ليفربول في عصر محمد علي باشا اللي ألهمته بناء الأسطول البحري، كانت سببًا في تقويض مشروعه، إذ تحركت لحصار مصر قبيل معاهدة لندن سنة 1840 م، وعند تحركها اهتزت القاهرة منها لأنها كانت قطعة حربية، وأرسل الباشا إلى قائدها يقول له «أنا لست عدوًا لانجلترا، فإن عدوي هو اللورد بالمرستون وزير الخارجية».
شيرين إسماعيل أحمد في كتابها «الموجز في تاريخ سلطنة عمان القديم والحديث» قالت إن السلطان سعيد بن سلطان أهدى البارجة ليفربول التي كانت تحمل 74 مدفعا إلى وليم الرابع ملك انجلترا عام 1836 م والذي أطلق عليها اسم (الإمام) تكريماً لمهديها.
أما براين لافري في الجزء الأول من كتابه عن السفن الملكية البريطانية قال إن السفينة كانت الدرجة الثالثة على متن سلاح البحرية الملكية، وقدمها السلطان سعيد إلى الملك وليام في 9 مارس 1836 وسماها الإمام بينما أطلق عليها ضباط انجلترا اسم إتش إم إس إيمون، وبقيت صالحةً للأعمال العسكرية حتى عام 1842 م ثم دخلت أعمال الميناء التجاري لحاد العام 1863 م.