الميت المنوفي الذي أذل قادة الحملة الفرنسيةلمحافظة المنوفية حكايات وحكايات مع أي محتل أجنبي، لكن قصة أبو شعير عشما هي واحدة من القصص المنسية في تاريخ المحافظة دي المشهورة بقصة دنشواي المأساوية.صدفة قدرية تجمع قرية دنشواي وقرية كفر عشما، فكلتا القريتين في مركزٍ واحدٍ الآن وهو مركز الشهداء، وكلاهما لهما تاريخ مع الاستعمار، فدنشواي تقترن مع الاحتلال البريطاني بالحادثة الشهيرة، أما عشما فاقترنت بالحملة الفرنسية، الفرق أنها لم تكن في مأساوية دنشواي.قصة أبو شعير عشما أبو شعير قدر يعمل هزائم متتالية من الأسبوع الأول للحملة الفرنسية في مصر، هاجم الثكنات والتجمعات العسكرية في كل ربوع الوجه البحري وخد من المنوفية قاعدة لتحركه.بسبب انتصارات أبو شعير قرر نابليون بونابرت إقالة الجنرال زايونشك من منصب قومندان المنوفية وخلاه في بني سويف، وعين الجنرال لانوس قومندان للمنوفية، وكانت مهمة لانوس مهاجمة كفر عشما ويخلص على زعيمها أبو شعير.في 20 أكتوبر من العام 1798 اتحرك كتيبة عسكرية بقيادة لانوس إلى كفر عشما في تمام الساعة 12 نص الليل، وكانت الخطة قايمة على تطويق الكفر من الجوانب مش مهاجمة مباشرة عشان يتفادوا الكماين التي عاملها أبو شعير.وصل لانوس إلى قصر أبو شعير اللي كان شبه ترسانة سلاح وهناك حصلت مقتلة استغرقت عدة ساعات، انتهت بهزيمة أبو شعير، اللي أعلن المقاومة وتسلق أسوار قصره واتجه إلى ترعة خلفية وقرر أن يعوم حتى يصل إلى البر التاني ويتحرك بمقاومته من هناك، لكن الفرنسيين رصدوه وضربوه بالنار.أبو شعير عشما في عيون الفرنسيينكانت مسألة قتل أبو شعير كانت ضرورية ضروريًا بالنسبة للفرنسيين، والدليل على ذلك رسالة الجنرال لانوس إلى نابليون بونابرت واللي إدت جوانب عن شخصية الرجل، منها أن أبو شعير تسبب في أذىً للجيش الفرنسي، كمان هو متعاملش مع العثمانيين أو المماليك في طلب المساعدة لإنه غني وله مزارع كبيرة في 20 قرية يمتلكها، وله مالا يقل عن 1200 مقاتل في كفور المنوفية كلها، وكل هذا خلى مسألة القبض عليه حاجة صعبة.لانوس في مذكراته قال «لولا مفاجئتي لأبي شعير في قريته لما استطعت أن أنتصر عليه، فلو كان علم بمقدمنا لكان أصاب منا الكثير وألحق بنا الأذى».الفرنسيين مشافوش إن أبو شعير عشما ارتاح بالطلقة التي خدها، فقرروا إنهم ينتقموا منه وهو ميت فاستولوا على كل اللي في قصره من أموال وبهائم، وقبضوا على 7 من اخوته وأولاده وقتلوهم جميعًا وجعلوا أصغر عياله عمدة على كفر عشما.بعكس المصادر الفرنسية، مافيش معلومات كاملة في المراجع التاريخية المصرية عن قصة أبو شعير عشما سوى غير اللي قاله الجبرتي في الجزء التالث من تاريخه في أحداث يوم 18 جمادى الأولى سنة 1213 هـ الموافق 28 أكتوبر سنة 1798 حيث قال «ضربوا كفر عشما وقتلوا كبيرها المسمى بن شعير ونهبوا داره ومتاعه وبهائمه وكان شيئًا كثيرًا جدًا وأحضروا اخوته وأولاده وقتلوهم ولم يتركوا منهم سوى ولد صغير جعلوه شيخًا عوضًا عن أبيهم».رواية الجبرتي نقدها المؤرخ عبدالرحمن الرافعي في الجزء الأول من موسوعته «تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم في مصر» إذ قال «ويلاحظ على رواية الجبرتي أنه جعل تاريخ الواقعة في 28 أكتوبر والواقع أن مهاجمة كفر عشما كانت ليلة 20 أكتوبر ويدلل على ذلك رسالة الجنرال لانوس الذي هاجم المنوفية إلى نابليون بونابرت، بالإضافة إلى أن اسمه أبو شعير».