سيمون .. الأحلام المشروعة مش بتموت – أماني وأغاني USAMA EL SHAZLY
المنتج الشاطر رزق والمنتج المغامر رزق برضه، ويا سعده يا هناه اللى يشتغل مع الأتنين .
كان من حظ المطربة الجميلة سيمون أنها اشتغلت مع النوعين، الأول المنتج الشاطر طارق الكاشف اللى اكتشفها وغير مسارها الفني بالكامل وحطها على سلم النجومية والشهرة،
والتاني المغامر عمرو محمود اللي كان الإنتاج عنده غاية مش وسيلة وكان بيدي مساحة للمطرب يمارس فيها جنونه وشغفه بالمزيكا وكل همه أنه يطلع منتج فني بقيمة عالية حتي لو على حساب المكاسب التجارية.
هنروح لأواخر التمانينات مع أغنية اسمها “أحب أقولك” اللى كانت أول أغنية سيمون تختارها في حياتها، وكان نفسها تبتدي مشوارها الفني بيها.
اتصدمت سيمون لما رفضها المنتج طارق الكاشف ويمكن رفضه كان له اسبابه المقنعة برضه.
يمكن شاف أنها صعب تبتدي مشوارها بأغنية درامية فكرتها وكلامها صادم جدًا مليان هجوم مباشر على الرجالة بتقول فيها “أحب اقولك أني قبلك كنت عايشة وأني بعدك هبقي عايشة وأن في ميت ألف زيك وأحب أقولك أنت مش مالك نهايتي انت مش مفتاح سعادتي واللي قالك غير ده غشك”
وأن الفترة دي بتاعة الأغاني اللطيفة الخفيفة بايقاعاتها السريعة فملوش لزوم خوض مغامرة مش معروف عواقبها هتكون أيه، كمان هو كان عنده وجهة نظرة في صوتها شايفها في حتة تاني خالص، ويمكن الأيام اثبتت وجهة نظره دي وشفنا سيمون بعدها بتبهرنا بشقاوتها وغناها البسيط اللي مش هيطربك صحيح لكنه قادر على انه يحتلك ويدخل قلبك بكل سهولة، صوت فيه حياة وانطلاق ومرح وحرية،
رغم كل النجاحات والأحلام اللي حققتها سيمون و البصمة الكبيرة اللى سابتها في أربع ألبومات متتالية إلا أن “أحب أقولك” كانت حلمها اللى لسه ماحققتوش ونفسها تطلع الأغنية دي للنور.
فكرة أحب أقولك كانت عاوزة منتج مغامر مش عامل اعتبارات للسوق الغنائي بقدر ما هو مقتنع ومصدق اللى هينتجه، وده مكنش موجود في منتجين كتير لكن التسعينات وهبتنا منتج اسمه عمرو محمود قدر أنه يحرك السوق الغنائي كتير بشوية ألبومات متمردة مختلفة عن اللى بيتقدم في سوق الغنا، زي ألبوم سالي حكاية بنت وزي ألبومات ممكن ومن أول لمسة للملك محمد منير، ولما ابتدي شغل مع سيمون اداها حرية مطلقة في اختيار أغاني الألبوم وطبعا مافكرتش كتير وطلعت الحلم المركون بقاله خمس سنين وكمان سمت الألبوم بأسم الأغنية “أحب أقولك”
مش ممكن نتكلم عن الأغنية دي من غير ما نجيب سيرة صناعها، الأغنية كتبها الشاعر عصام عبد الله ولحنها ووزعها مودي الإمام،
والثنائي ده له تجارب المبهرة والمختلفة جدًا عن سوق الغنا المصري منها مثلا ” في قلب الليل” للمطرب علي الحجار، لكن دايما التجارب المتمردة والمختلفة بيشوفها المنتجين نوع من المغامرة وبيبقي مصير أغلبها هو الرفض، زي ما حصل في “أحب أقولك” ، ويمكن ده سبب برضه أننا ماشفناش اعمال كتيرة لعصام عبد الله اللي الأغنية خسرت كتير جدًا ببعده عنها وكسبته وكالات الإعلانات للأسف، ومودي الإمام اللي راح لمضمار الموسيقي التصويرية وبراحها اللي اداله اشباع فني بعيد عن تحكمات المطربين ومخاوف المنتجين .
الألبوم كان قمة تطور تجربة سيمون الغنائية ويمكن نقول أنه أهم ألبوم عملته في حياتها، كم من الأفكار المتمردة الجريئة سواء على مستوى الكلمات أو حتي في المزيكا.
خد عندك يا سيدي “الدنيا تروق” اللي كانت ذروة تطور أغنية البوب المصرية في وقت كان المقسوم هو اللى سايق سوق الغنا بالكامل.
هنلاقي أغنية تانية من كلمات عصام اسمها “عايزة أصرخ” ودي ماتقلش روعة وجمال وتمرد عن أحب أقولك، ودي اتسجلت وان تيك بدون فواصل مزيكا.
هتلاقي أغنية في الجنة اللي كانت تمصير لأغنية يونانية ناجحة جدًا وسيمون أصرت انها تتصور وسط معالم مصر السياحية.
و”ماشية في حالي””وأستني شوية” ممكن نقول أنه من الشرايط المكتملة فنيًا جدًا وكان قمة مستوي سيمون الفني اللي خسرناها كصوت لأنه كان أخر ألبوم غنائي لها، لكن كسبناها ممثلة تقيلة جدًا، وهيفضل ألبوم أحب أقولك شاهد على فكرة أن الأحلام المشروعة عمرها ما بتموت ممكن تتأخر شوية وتتأجل لكن مسيرها تبقي حقيقة في يوم من الأيام.
كلمات بحث:الرئيسية, سيمون, محمد عطية, أماني وأغاني.