ألبوم الحلم لـ علاء عبد الخالق .. فكرة بره صندوق الموسيقى السائدة
بوسترات كتيرة متعلقة على باب محل بيبيع شرايط كاسيت أواخر سنة 1998 كل البوسترات تقريبا تشبه لبعضها قصات شعر حديثة مصففة بعناية شديدة واضحه فيها التأثيرات الفنية على وشوش المطربين والمطربات» مفيش ولا بوستر من كل البوسترات الممكيجة دي تشبه لحد فينا أحنا كجمهورء بوستر وحيد بس اللى كان مختلف لمطرب يشبهنا أكتر مكتوب فوق البوستر كلمة الحلم وتحتها اسم “علاء عبد الخالق”
في الفترة دي تحديدًا أواخر التسعينات كانت الأغنية المصرية بتبدأ مشوارها الكبير عشان تخرج من المحلية للعالمية بعد قنبلة “نور العين” اللى سببت ارتباك كبير لبعض التجارب الغنائية واسست لفكرة أن اللى مش هيغير من شكل موسيقاه ويواكب التطور مش هيستمر كتيرء لكن علاء عبد الخالق اللى معودنا من أول شريط مرسال على أن النجاح لا يشترط أنك تسير وفق مفهوم الموسيقي السائد في الفترة» عشان كده عمل تجربة الحلم اللي كانت في زاوية منفصلة في تاريخ الأغنية المصرية الحديثة وأحد الشرايط اللي كانت بره صندوق الموسيقى السائد.
تجربة الحلم كانت حلم من ضمن عدة أحلام مؤجلة في عقل علاء عبد الخالق من ضمن الأحلام المؤجلة مثلا أنه يعمل أغنية شبه أغنية
طيري يا طيارة” لجارة القمر السيدة فيروزء لحد ما التقي بالملحن مدحت الخولي وحققوا الحلم في أغنية “طيارة ورق” ومن هنا انفقتحت مغارة الأحلام المؤجلة.
علاء كان عارف طبيعة صوته جدا وأنه بيكون في أفضل حالاته التطريبية لما بتكون المزيكا اللى شغاله وراه هادية وبسيطة وده عمله
علاء في أغاني كتيرة زي “اتغيرتي” و”هتعرفيني” لكن مقدرش يعمل ده في شريط بالكامل.
تعاونه مع مدحت الخولي في طيارة ورق فتح باب للتعاون من تاني بينهم فعرض عليه مدحت الخولي فكرة انه يغني بأقل عدد ممكن من الألات الموسيقية وأن المزيكا تقريبًا هتكون من غير إيقاعات إليكترونية سريعة وأن الأصوات هتخرج كلها من الالات نفسها من غير ما تمر على أي وسيط كهربائي تاني أو زي ما قاله ان التجربة دي اسمها unplugged
رغم أن الفترة دي كانت بتشهد بدايات موجة تانية من تغيير شكل الأغنية المصرية» إلا أن كان هناك تخوف من بعض المطربين تجريب شئ جديد » ففضلوا الاستمرار في مساحاتهم الأمنة والمضمونة مع جمهورهم » عشان كده فكرة شريط الحلم كانت مغامرة كبيرة في ظل وسط غنائي يخشى التغيير والتجريبء لكن في النهاية الجمهور هو الفيصل والجمهور نفسه بيحتاج كل فترة حد تجربة تكسر ملل ورتابة شكل الموسيقى اللي اتعود عليه.
المغامرة المجنونة دي كان لازم لها شركة انتاج تستوعبها وعلاء مكنش مرتبط بشركة انتاج وقتها بعد ألبومه “طيارة ورق” مع شركة هاي كواليتي» اما الطرف التاني في التجربة مدحت الخولي كان وقتها بيشرف على شريط المطربة المغربية “أمل وهبي” الأول “رابع سنة” مع شركة ستار السعودية؛ اللى قررت أنه تغامر بإنتاج شريط الحلم. الشريط ما أخدش وقت طويل في التسجيل لأن عدد الموسيقين كان قليل جدا تقريبًا أقل من فرقة وتريات مجتمعة» ويمكن سبب موافقة الشركة على انتاج الألبوم هو تكلفته البسيطة جدًا بمقايس الانتاج في الفترة دي بل أن مبيعاته حققت هامش ربح مريح جدا قياسًا على تكلفته.
علاء تألق جدًا في أداء الشريط وكان في حالة تماهي بين طبيعة صوته الدافية جدًا وبين الحالة العامة للشريط؛ الشريط من تسع آغاني كتيها ولحنها ووزعها بالكامل مدحت الخولي ماعدا اغنية واحدة هي الحلم اللي لحنها علاء بنفسه؛ واستعانوا بصوت أمل وهبي في بعض الأغاني عشان يبقي في تنويع في الأغاني وماتفضلش كلها بنفس الأسلوب.
المزيكا في الألبوم كلها اتنفذت بألالات سمعية زي الأكواستيك جيتار أو الجيتار الاسبانش زي ما الجمهور بيعرفه؛ والكولة والقانون والكمان الالة الوحيدة الكهربائية كانت الباص جيتار اللحىن حلت محل الكونترباص اللى مقدروش يركبوا صوته على باقي الالات.
رغم أن الشريط كل أغانية كانت عاطفية إلا ان الخولي فاجئننا بتناول الأفكار بشكل مختلف وجرئ وصادم وكان في ألفاظ ومفردات بنشوفها في الأغنية المصرية لأول مرة.
هنلاقي ده مثلا في أغنية “100 مرة” اللى كان بيقول في بعض كلماتها رقيقه قاسية مجنونة حياتى معاكى ملعونة رعونة وطيش ولا قادر اقول عايزك ولا من غيرك اقدر أعيش وبرغم إنها قصيرة جدًا لكنها فيها تكثيف شعري والفاظ تشد انتباه المستمع من أول مرة.
في أغنية صدمة هنلاقي الخولي قرر يصدم المستمع بكلمات زي أهي صدمة مش اكتر ما انا كنت مستكتر احساسي بوجودك الخطوة محسوبة يا كلمة مشطوبة خليكي في حدودك
أما أغنية سلامتك فهي أكتر أغنية اتظلمت في الشريط كله؛ الأغنية قوية من ناحية الكلمات والألحان رغم أنها كانت موجهة بشكل مباشر أن التنفيذ الموسيقي ظلمها جدًا ولو اتعاد تنفيذها برؤية تانية ممكن نضمها لأفضل أغاني علاء في المجمل.
هيفضل شريط الحلم واحد من التجارب الأندريتد جدًا في تاريخ الأغنية المصرية الحديثة واللى ما اتسلطش عليها الضوء بشكل كبيرء الحلم كان حالة متمردة على شكل الموسيقى السائد علاء ومحدت الخولي عملوا ألبوم مختلف تمامّا وكأنه نقطة الهدوء الوحيدة وسط بحر الموسيقى التسعيني الصاخ