على كوبري عباس محصلش اللي قالوا عليه الناس – تاريخ لكن وسيم

USAMA EL SHAZLY يناير 5, 2021 519 5

على كوبري عباس محصلش اللي قالوا عليه الناس – تاريخ لكن وسيم USAMA EL SHAZLY

في مشهد امتحان التاريخ في فيلم إسماعيلية رايح جاي، إبراهيم اللي هو محمد فؤاد سأل منعم اللي هو محمد هنيدي، هو مين اللي فتح كوبري عباس على الطلبة في المظاهرات .. فهنيدي قاله عمر الحريري، قام محمد فؤاد قاله في الحقيقة مش اللي في الفيلم، فهنيدي قاله فريد شوقي .. وفي الآخر الاتنين مجاوبوش.

لو الإجابة من الأفلام .. فالإجابة الصح هي النجم توفيق الدقن بالاشتراك مع الفنان عباس رحمي في فيلم في بيتنا رجل، لإن فيلم في بيتنا رجل هو الدليل المادي الرئيسي والوحيد على حادثة كوبري عباس. طب التاريخ بيقول إيه ؟.

على كوبري عباس حصلت مظاهرتين للطلبة الأولانية يوم 13 نوفمبر سنة 1935 اعتراضًا على قرار الاستمرار في الأحكام العرفية والإصرار على دستور 30 ورفض دستور 23. وفي المظاهرات دي انضرب الطلبة بالرصاص فكان أول ضحاياها العامل إسماعيل محمد الخالع عامل سرادق الاحتفال بعيد الجهاد. أما المظاهرة التانية والمشهورة كانت في 9 فبراير سنة 1946 اعتراضًا على استمرار معاهدة 36. واللي بيقولوا إن النقراشي أمر بفتح الكوبري على الطلبة عشان يغرقهم.

الحقيقة إن حادثة كوبري عباس محصلتش بالشكل اللي الناس عارفاه، واللي يقرا كتب التاريخ بشتى اختلاف توجهات مؤرخيها هيعرف دا عبدالرحمن الرافعي قال إن سجلات المستشفى قالت إن عدد الجرحى كانوا 84 مصاب من غير شهداء، أما جريدة الأهرام فقالت إن إن المصابين كانوا 170 منهم 65 طالباً. مع الأهرام والرافعي يجيي محمد حسين هيكل (ودا غير محمد حسنين هيكل) قال إن معارضين حكومة محمود فهمي النقراشي، هي التي استغلت الحدث فنسبت له ماليس فيه، الحادث شهد قمعاً لكن هناك أكاذيب متعددة فيه. حالة الوفاة الوحيدة التي حدثت في مظاهرات كوبري عباس، هي وفاة الطالب السوداني محمد علي محمد واللي اتقِتِل في حادث دهس من سيارة مدني صاحبها شفيق حسب الله وتحمل أرقام 26572 وقامت بدهس الطالب دون قصد نتيجةً لذعر السائق من اشتباه الطلبة فيه وظنهم أنها سيارة تتبع البوليس السياسي. كمان القيادي اليساري عبدالمنعم الغزالي استغل حادث مقتل الطالب السوداني لتصوير مدى عمق العلاقات بين مصر والسودان في مفاوضات الجلاء. المفاجأة التانية كما يؤكد عبدالرحمن الرافعي، أن كوبري عباس قبل المظاهرة كان مفتوحاً أصلاً لمرور المراكب الشراعية واتمنع الطلاب من عبوره إلى الجيزة، لكن الطلبة نزلوا للمراكب الشراعية وقفلوه. عندك شهادة تانية من القيادي الإخواني أحمد عادل كمال في كتابه “النقط فوق الحروف .. الإخوان المسلمون والنظام الخاص”، قال “لم يُقْتَل أحد في هذه المظاهرة، والطلبة هم من ألقوا بنفسهم من فوق الكوبري للضفة الطينية من جهة الجيزة”. فايدة القمع اللي حصل بعيدًا عن التحوير إن حادثة كوبري عباس سحبت اللورد كيلرن من مصر وعينت مطرحه رونالد كاميل بدلاً منه، كمان اتعين إسماعيل صدقي رئيساً للوزراء مكان للنقراشي، ورغم القسوة اللي اللي اتعرف بها إسماعيل صدقي، لكن كان الإخوان أول اللي ساهموا في إقناع الجماهير به لدرجة خلت مصطفى مؤمن زعيم الإخوان داخل الجامعة يدعو الطلبة لإعطاء صدقي فرصة جديدة وشبهه بالنبي إسماعيل حيث قال “واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد. يا ترى الذاكرة الشعبية فيه كام حاجة تانية معروفة على إنها حقيقة والحقيقة غير كدة خالص ! .. يووووووه بقا متعدش