لما يجيي اسم قاسم أمين كمحرر المرأة، بتيجي صورة ذهنية بتقول إنه عاشق للانحلال والداعي له، لكن الكلام دا مش صح
قاسم أمين كان روتيني في يومه، قاضي برة البيت وقاضي جوا البيت، بيرجع ويقعد مع مراته يتناوله طعام الغداء، ويقيل شوية وبعدها يصحى ويقرأً وهو في أثناء ذلك يشرب القهوة ويدخن السجاير.
كان قاسم شغوفًا بالقراءة وكانت مكتبته تشغل من بيته ثلاث غرف كاملة أكثرها كتب فرنسية ولكن فيها جانب كبير من الكتب العربية، وبعض الكتب الانجليزية، فإذا جاء الساعة العاشرة مساءًا خرج ليقضي سهرته مع أصدقائه في الخارج إلى ساعة متأخرة من الليل، ولم تتخلف عادته هذه إلا في النادر حين يضطر للمكوث بمكتبه في البيت لبحث قضاياه أو للكتابة أو لإصابته بمرض عارض، وكثيرًا ما كانت جلساته مع بعض أصدقائه تنناول سبل الاصلاح.
كان قاسم أمين يكره القمار في سهراته مع أصدقائه والتي تتحول إلى موائد للقمار ويقول عن ذلك «عين الطماع حين تبصر شيئًا تشتهيه لها نظرة تحيط به وتحويه برمته وتحوزه وتفعل في نفسك ما يفعله الاختطاف الحقيقي، هذه النظرة رأيتها كثيرًا عند المعتاد لعب القمار وكثيرًا ما استلف بعض اللاعبين من أصدقائه مبالغ من المال على أنها دين شرف، أي شرف في دَيْن القمار».
خلف قاسم أمين ابنتين فأسمى الكبرى سيدة وقد تزوجت بعد وفاة أبيها بمستشار، والصغرى جُلْسُن والتي تزوجت بضابط في مصلحة السجون، فكانتا قرة عين أبيهما، فأحضر لابنته الكبرى مربية فرنسية وأحضر للصغرى مربية إنجليزيه وكان يطعمهما بيديه.
كانت حياة قاسم الخاصة متأثرة بحياته القضائية، فهو عادل في معاملته لزوجته يقدر لها اهتمامها بشئونه وشئون بيته، وهو كريم في عشرته يخصص لها جزءًا من وقته بعد ظهر كل يوم يتحدثان فيه قبل أن يخصص لكتبه وقتها المقدس من السابعة إلى العاشرة.