يقتل القتيل ويمشي في جنازته
جملة بتتقال على البجاحة .. لكن العجوبة إن القتيل يتقتل في نفس المكان اللي هتطلع منه جنازته .. والغرابة بتكمل لما تكون الدية أي حاجة في رغيف .. أيوة أي حاجة في رغيف وساعات لا بيكون فيه حاجة ولا بيكون فيه حتى رغيف.
في مارس سنة 1709 كان الدنيا في شارع الأزهر ماشية زي الفل، وفجأة اتسمع ضرب النار .. ناس قالت إن دي احتفالات قدوم آخر أفواج الحجاج، ناس تانية قالت دول عساكر المماليك بيقتلوا في الناس علشان ياخدوا الضرايب منهم بالعافية، لكن اللي كان حاصل إن فيه مدبحة جوا الجامع الأزهر بيعملها الطلبة في بعض عشان منصب شيخ الأزهر.
لما مات شيخ الأزهر التالت محمد النشرتي المالكي انقسم الأزهريين لفرقتين .. فرقة عايزة الشيخ أحمد النفراوي شيخ للأزهر، وفرقة عايزة شيخ الأزهر يكون الشيخ عبدالباقي القليني .. وقتها كان القليني برة القاهرة، فراح مؤيدين الشيخ النفراوي للمدرسة الأقبغاوية وجابوه وعينوه شيخ للأزهر، هوب كان القليني وصل وخد تلامذته مع تلامذة النشرتي اللي كانوا عايزينه وطردوا النفراوي وتلامذته برة الأزهر ولبسوا شيخهم القليني العمة وبقي شيخ الأزهر يوم 30 مارس سنة 1709 م.
النفراوي يسكت ؟ لا .. اتكلم ؟ برضه لا .. اللي اتكلم مكانه السلاح.
حشد أنصاره ودخلوا الأزهر بالليل وضربوا الرصاص على أقفال الأزهر وفتحوه وطردوا أنصار القليني وقعدوا النفراوي مطرحه.
يعدي يوم وقبل العصر يروح القليني بتلامذته ويخش الأزهر بالسلاح وفي أقل من نص ساعة يتقتل 10 مشايخ من تبع النفراوي، والجبرتي وصف تفاصيل الحادثة بإنه كانت قتل ونهب لإن الأزهريين دول بعد ما قتلوا الأزهريين اللي زيهم نهبوا المكتبة وكسروا قناديل الجامع.
الوالي العثماني إبراهيم باشا القبودان قرر إن القليني اللي تلامذته قتلوا 10 نفراويين يبقى هو شيخ للأزهر والنفراوي تتحدد إقامته واللي من طرفه يتنفوا لرشيد، ومافيش كام شهر والاتنين ماتوا والدم راح هدر من غير دية، وبقيت دي أول حادثة يقتل فيها الأزهريين بعضهم .. لكن الحادثة التانية كان فيها قتل ودية وحصلت بعد 70 سنة من الحادثة الأولانية.
اللي حصل إن الأزهريين الشوام والأزهريين الأتراك كانوا بيكرهوا بعض كراهة مذهبية، لإن شيخ الفقه الحنفي كان مفتي ومحبوب من الأتراك، أما شيخ الفقه الشافعي كان شيخ للأزهر من سنة 1690 ومحبوب قوي من الشوام.
المشكلة المذهبية دي تحولت لأزمة سياسية .. كبرت فحصلت خناقة اتصاب فيها عشرت واتقتل طالب من الأتراك وانتهى الموضوع بتدخل من مراد بك اللي استدعى شيخ الأزهر أحمد العروسي الشافعي والشيخ عبدالرحمن العريشي المؤيد من الأتراك فالعريشي مجاش فقام مراد عزله من منصبه ومات من الغم، وأمر مراد بك بإن الشوام يدفعوا 100 رغيف للأتراك كدية !.
السؤال ؟ هو ليه مراد بيه عمل كدة ؟
لإن مراد اكتشف وجود عداوة بين العروسي والعريشي، العريشي كان عايز يوصل لكرسي المشيخة بعد ما الدمنهوري مات .. ولما خد قرار بإنه يبقى شيخ للأزهر الشافعية اعترضوا والمماليك حلوا الصراع للأكثرة الشافعية، لكن السؤال اللي مالوش إجابة لحد دلوق ؟
إزاي الجيل دا مفرقش بين الموت عشان قضية والموت فطيس ؟
لو كان ينفع يطلعوا من قبورهم ويجاوبوا كنا ارتحنا.