الصداقة لها تعريفات كتيرة جدًا
لكن أغرب التعريفات دي التعريف اللي قاله روح بن زنباع قائد شرطة الدولة الأموية زمن عبدالملك بن مروان لما قال الصداقة وصف بلا معنى .. التعريف دا فضل مالوش شرح لحد ما جا جابر بن حيان وقال “شيء عزيز وكأنه ليس موجودًا”.تفسير جابر بن حيان لمعنى الصداقة اللي قاله روح بن زنباع مستحيل إنه يتحقق في العلاقات السياسية بسبب لعنة الرجل الثاني، من قطز وبيبرس لهتلر وموسوليني، وانتهاءا بناصر وعامر .. لكن لاظ أوغلي ومحمد علي بينهم صداقة انطبق عليها المعنى دا.لاظوغلي بدأ تاريخه لما جا مصر فيظروف مشابهة لظروف محمد علي، هم الاتنين كانوا ضباط تبع العثمانيين وجايين مصر يشرفوا على خروج الحملة الفرنسية، الاتنين ملامحهم كانت قاسية وحادة وجادة، الاختلاف بس كان في المصير، الباشا حكم مصر لكن لاظوغلي مكنش حاكم لها .. بمعنى أدق مكنش بيحب مصر زي ما حب محمد علي باشا نفسه، وتاريخهم سوا سوا يثبت دا.لاظوغلي خد مناصب كتيرة أولها أمين الوالي ثم تحكم في مالية مصر سنة 1808 ومن 1811 لاظوغلي بقي اسمه بمثابة عامل الرعب في نفوس اللي بيسمعه بسبب مدبحة القلعة المشهورة.في دول العالم العربي عمومًا وتاريخ مصر خصوصًا من الصعب تلاقي علاقة متوافقة بين الحاكم والنائب، لازم تلاقي لعنة الرجل الأول والرجل الثاني واللي بتأثر على السياسة والحكم إما بكارثة تدمر البلد أو مصيبة تساعد في نهاية الرجلين، زي بين جمال عبدالناصر وعبد الحكيم عامر.تاريخ لاظوغلي يثبت إن هو واحد من مجموعة قليلة في تاريخ الزعامات المصرية اللي اشتهر بوفاء عجيب للباشا .. مثلاً كان بيتولى قيادة أمن مصر وأيضاً حكم الدولة في غياب محمد علي باشا وقت سفره للحجاز في حرب الوهابية، وبمجرد رحيل الباشا للحجاز وقعت مؤامرة باشتراك فلول المماليك وفرقة ألبانية منشقة عن محمد علي وبتمويل ودعم عثماني لإزاحة الباشا عن حكم مصر واللي كان مشغول في الحرب ضد الوهابية.كانت المؤامرة إن يتم التحرك للقلعة لقتل عائلة محمد علي باشا وبعدهم رجالته، فدبر لاظوغلي حيلة تانية .. هيأ عساكره عند بيوت حريم الباشا على هيئة استنفار بهدف يخلي المنقلبين على الباشا يفهموا أن لاظوغلي هيخلص على عائلة محمد علي عشان هيعلن نفسه حاكمًا، فاتغيرت خطة المنقلبين عشان يكون هدفهم لاظوغلي نفسه وهو دا المطلوب.كان قائد المؤامرة لطيف باشا أحد المقربين من محمد علي لدرجة أنه طلب الزواج من بنت الباشا، لكن لاظوغلي مكنش مرتاح له نظرًا لعلاقته مع العثمانيين الذين يكرهون والي مصر، ونجح لاظوغلي في مراقبته واللي مهدت له معرفة الخطة بدري بدري مبكرًا فتعامل على هذا الأساس ونجح لاظوغلي في سحق عناصر المؤامرة دي بلا رحمة وأولهم لطيف باشا اللي قدم رأسه إلى محمد علي بمجرد وصوله للقاهرة.رغم شهرة تاريخ لاظوغلي لكن الغريب إن مافيش أي ترجمة تاريخية لحياته، الجبرتي نفسه مذكرش اسمه غير 4 مرات في سياق الأحداث خلال كتابه عجائب الآثارفي التراجم والأخبار، وعبدالرحمن الرافعي مكتبش فصل ولا نص فصل عنه ضمن التعريف برموز عصر محمد علي، حتى الدكتور خالد فهمي في كتاب كل رجال الباشا مجبش اسمه .. دا لما حبوا يعملوا تمثال له معرفوش شكله لإنه الوحيد من رجال الباشا اللي مالوش صورة مرسومة، فاكتفوا يعملوا نموذج كروكي من واحد سقا شافه واحد وقال إنه شبه لاظوغلي.لعل السبب المنطقي في عدم وجود سيرة ذاتية في تاريخ لاظوغلي أنه أحب الباشا أكثر من نفسه، ومهتمش بالتوثيق لحياته زي اهتمامه حبه لعمله مع الباشا، لكن تبقى حقيقة واحدة وهي أنه لولا محمد لاظ أوغلي ما كان الباشا، وبدون محمد علي باشا ما مكنش لاظوغلي نجح، ومن غيرهم هم الاتنين مكنش مشروع مصر الحديثة اتعمل.