هنية بتاعة الفول والطعمية، أشهر ست في بولاق تمن، العمر كتيير توعى على فحت البحر، الحالة الاجتماعية أرملة جوزها مات ايام ثورة يوليو، ولادها خمسة كلهم ماتوا بسبب الشيخوخة ، احفادها اتناشر اصغر واحد عايش فيهم طلع على المعاش من سنتين.
هنية بسم الله ما شاء الله لسه بصحتها لا عندها زهايمر ولا مبتقدرش تتحرك زي الاصغر منها بتلاتين سنة، لا لسه بتقوم الصبح من النجمة، تخرج على نصبتها في الحارة تولع على الزيت وتقرص الطعمية وتقلب قدرة الفول وتبيع لزباينها.
ناس كتير احتاروا في سبب صحتها في السن ده، كتير قالوا السبب انها كانت بتستخدم زيت موبيل وان في قلية الطعمية وده خلاها تمام، ناس تانية قالوا انها من كتر اكل الفول المسوس، بقى عندها قدرة جبارة في تحمل الامراض، لكن في النهاية محدش عرف السر، بس الاكيد الكل بيحسدها على صحتها.
المشكلة الوحيدة عند هنية هي الوحدة، خاصة وان الدنيا اتغيرت ومبقاش في صلة رحم، والعيال ولاد احفادها كل واحد فيهم مشغول ببيته ومراته، اما احفادها فنصهم مات ونصهم مبقاش قادر يتحرك ويزورها، علشان كده هنية فكرت وقررت تبعت في بريد الجمهورية في باب أريد زوجاً.
الجواز هو الحل بدل ما تمشي مشي بطال، وكتبت في الاعلان ده، عروس ذات مال وعيال ، بيضاء اكلح لونها بفعل عوامل التعرية ترغب في زوج متدين، يرعى الله في بيته واسرته. الشروط الخاصة لا يزيد سنه عن خمسين سنة.
اه هنية مش عبيطة تتجوز واحد تشتغله ممرضة، هنية عايزة تدخل دنيا طالما فشلت تروح للأخرة.