تعتبر عيلة البطارسة أشهر عيلة سياسية مكروهة في المجتمع المصريمن أيام الجد بطرس غالي جلاد دنشواي ثم بقية العائلة متمثلة في يوسف بطرس غالي الإبن الأمين العام للأمم المتحدة، ثم يوسف يوسف بطرس غالي وزير المالية زمن حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ووصولاً إلى بطرس رؤوف بطرس غالي الممثل المتورط في قضية الآثار.ضمن التاريخ المفتخر دا لعيلة البطارسة جات قصة واصف بطرس غالي ابن جلاد دنشواي، أحد أشهر السياسيين في مصر مطلع القرن العشرين إذ تولى وزارة الخارجية 5 مرات، كذلك له إسهامات أدبية كبرى إلى جانب اعتبار المؤرخين له أحد أكبر ملاك الأراضي في الصعيد.اتولد واصف بطرس غالي في منطقة الفجالة يوم 14 من أبريل 1878، وبدأ طريقه في التعليم داخل مدرسة الجزويت بالقاهرة، وقرر والده سفره لباريس عشان ليسانس الحقوق من هناك ودا اللي حصل سنة 1904 م، وبعد رجوعه لمصر بسنتين اتعين في قصر عابدين كمحرر لخاصة الخديوي.وخلال فترة شغل واصف بطرس غالي داخل قصر عابدين اتجوز من امرأة فرنسية اسمها لويز ماجوريل واللي كان لها أكبر الأثر في مسيرته الأدبية وعرفته على الأدب الفرنسي وهو اللي كان بيطمح له واصف بطرس غالي. مكنش واصف بطرس غالي زي أبوه واكتسب محبة كل المصريين على حدٍ سواء، لمواقفه الوطنية اللي بدأت لما أكد على الوحدة الوطنية في مصر بين المسلمين والمسيحيين بعدما قام إبراهيم ناصف الورداني بقتل والده بطرس سنة 1910 م. وأكد واصف بطرس غالي أنه بصفته نجل المجني عليه على إن الحادث فردي لأسباب سياسية وليس له صلة بالطائفية، ورفض فكرة قيام ملاك المسيحيين بعقد مؤتمر قبطي للحادث لأنه اعتبره مدخل للاحتلال البريطاني فيما يخص السلم الاجتماعي. موقف آخر دليل على وطنية واصف بطرس غالي لما أصدرت بريطانيا تصريح 28 فبراير 1922 الذي يقضي بإلغاء الحماية الإنجليزية عن مصر، ورفض واصف بطرس بصفته سكرتير حزب الوفد بند تولي بريطانيا حماية حقوق الأقليات، ووصفه بإنه تدخل في الشأن المصري، وخلى السياسيين الأقباط يرفضون مسألة التمثيل النسبي للأقليات داخل البرلمان، لإن دا كان بيساهم في إقحام بريطانيا داخل الشأن المصري. كذلك لما واصف بطرس غالي بقي وزير الخارجية في مايو 1936 كان عضوًا نشطًا في لجنة المفاوضات المصرية لإلغاء الامتيازات الأجنبية للإنجليز داخل مصر، ومع أواخر عام 1937 م قرر أن يحول وزارة الخارجية إلى لسان عروبي قومي واهتم بسياسة مصر الخارجية وأثار قضية عروبة فلسطين في عصبة الأمم. سعد زغلول منسيش موقف واصف من اغتيال والده فاختاره وزيرًا للخارجية في أول وزارة شعبية يترأسها سعد زغلول سنة 1924 م، كذلك فهو القبطي الأول الذي انضم إلى الوفد المصري ووقف بجانب سعد زغلول حتى العودة إلى أرض الوطن في أبريل عام 1921، وقررت السلطات الإنجليزية اعتقاله مع سبعة من أعضاء الوفد في 25 من يناير 1922 بعد اغتيال مستر برث، ليواجه حكمًا بالإعدام، ثم عدل الحكم للحبس والغرامة، ثم أفرج عنه في 14 مايو عام 1923 م.كتب واصف بطرس غالي عددًا من الأعمال على رأسها روض الأزهار، وهي عبارة عن قصائد شعر مترجمة عن الشعر العربي إلى اللغة الفرنسية، كما ترجم ديوان البحتري، وله عدة محاضرات في جامعة السروبون حول فضل العرب على أوروبا.في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي سافر واصف بصحبة زوجته إلى فرنسا ثم استقر في دولة فيشي ومنها إلى جينف ليعود إلى القاهرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية واعتزل العمل السياسي والحزبي لمدة 5 سنوات ثم يتم اختياره عضوًا بمجلس الشيوخ وبقي فيه لحد 1952 وقدم استقالته من مجلس إدارة شركة قناة السويس قبل التأميم ودا اعتراضًا على سياسة فرنسا مع مصر وفضل كدة لحد ما مات في يناير 1958 م.