فيه جمل وكلمات معانيها الظاهرية بتكون غير أصولها الظرفية
يعني .. ساعات الزمن بيحكم على كلام معين يتقال بمعنى تاني خالص .. مثلاً كلمة فشخ من كام سنة كانت بتتكلم على وصف أبيح لتصرف .. وحاليًا بقيت رمز للكثرة والضخامة.
هكذا بقا كلمة مكسورة الجناح ومقصوفة الرقبة .. يعني مكسورة الجناح بتتكلم عن البنت الغلبانة، لكن أصلها الظرفي بتتكلمي عن عاملات المصانع اللي مكسورين في درعاتهم ومع ذلك بيجبروهم على الشغل .. ومقصوفة الرقبة أصلها الظرفي إنها كانت بتتكلم عن المسلمات اللي بتتقصف رقبتهم في محاكم التفتيش ثم بقيت شتيمة أخلاقية .. ودلوقتي جملة وصفية لعناد البنت، بس إيه علاقة الأخلاق بالكلمة دي ؟ وإيه علاقة مكسورة الجناح بالغلب ؟
من 220 سنة كانت الفرحة سايدة مصر عشان الحملة الفرنسية هتمشي، إلا بيتين في مصر واحد في القاهرة والتاني في رشيد، كان في حالة حزن وخوف في البيتين.
نعرف حكاية البيت الأول ؟
هو بيت الشيخ خليل البكري شيخ السجادة البكرية الصوفية .. كبير البيت هيكون في مصير سيء، وبنت كبير البيت هتكون في مصير أسوأ.
جات الحملة الفرنسية على مصر وارتاحت نسبيًا عشان مصر هتكون قاعدة لانطلاق أحلام نابليون، بس نابليون كان محتاج ناس مصريين على الأقل يكونوا محايديين لا معاه ولا ضده، وشوية بشوية يخلي ناس معاه، ومن ضمنهم الشيخ خليل البكري
اللي حصل إن منصب نقيب الأشراف قبل ما الحملة الفرنسية تيجي كان بيتولاه عمر مكرم، جات الحملة على مصر من هنا وسافر عمر مكرم على الشام من هنا، فمافيش بعدها بوقت قصير راح الشيخ خليل البكري عشان يقابل نابليون ويقلهإن نقابة الأشراف اتاخدت منه وهو الأحق بيها من عمر مكرم بحكم إن أخ خليل البكري كان النقيب السابق ومفروض يورث المنصب من بعده، فنابليون عينه في منصبه.
كام شهر عدوا حلوين على الحملة وعلى خليل البكري
وفجأة جات معركة أبو قير البحرية والانجليز ساووا الأسطول الفرنسي البحري بالشعب المرجانية، فاتحاصر الفرنسيين في بر مصر من الشعب وفي البحر المتوسط من انجلترا، فخنقت الحملة الفرنسية المصريين بالضرائب .. العملية طقت من المصريين فحصلت ثورة القاهرة الأولى.
ناس كتيرة هجمت على بيت خليل البكري وصفهم الجبرتي بـ «المتهورين من العامة»، نهبوا بيته وعروه من هدومه واعتدوا على حريمهم وجرسوه في الشارع من غير عِمَّة من بيته في الأزبكية لحاد وكاله ذو الفقار في الجمالية البكري من ملابسه فضلا عن اعتداءهم على نسائه وسحبوه من بينهم مكشوف الرأس من الأزبكية إلى وكالة ذي الفقار بالجمالية.
الخواجا أحمد محرم أنقذه من الناس ووداه بيته وفضل هناك لحد ما الثورة فشلت فراح للفرنسيين واشتكالهم على اللي جرى له بسببهم، فعوضوه وادولها بيت في باب الخلق.
حكمة ربك آية ولكل شيء نهاية
زي ما كان أغسطس منيل على الفرنسيين، كان برضه منيل على بيت الشيخ خليل بس المرة دي بنته اللي حاسبت على المشاريب
يوم 4 أغسطس سنة 1801 ميلادية طلب كبار المقاومة الشعبية بنت الشيخ البكري لمحاكمتها وكانت تهمتها إنها تبرجت وكان فيه بينها وبين نابليون تواصل، فقالت أنا ندمت على ذلك، فلما سألوا أبوها قالهم إجابة ندلة أوي .. قالهم إني بريء منها فأكسروا رقبتها، ودا اللي حصل وبقيت زينب مقصوفة الرقبة.أما أبوها فاتحاكم بتهمة اقتناء الغلمان، كان عنده مملوك جميل اشتراه بالغصب وكان هيجوزه بنته، فقررت المحكمة تجريد البكري من كل شيء وفسخ عقد زواج المملوك دا ببنته وفضل عايش لحد عصر محمد علي باشا ومات من غير ما حد يحس به.
القصة دي كلها حصلت في القاهرة، نركب بقا تختروان التاريخ ونروح على رشيد، حيث قصة زبيدة بنت محمد البواب الميزوني.لما نتكلم عنها ، لازم ننسى خالص رواية غادة رشيد اللي كتبها علي الجارم، وقال إنها حبت ابن عمها ورجعت مصر عن طريق الخدام اللي بيحبها ولما رجعت مصر لقيت ابن عمها مات فقعدت تبكي على قبره .. كل دا محصلش .. لإن القصة الحقيقية أشد مأساوية
مافيش تاريخ ميلاد واضح لزبيدة، لكن الثابت إن عيشتها كانت مرتاحة، فأبوها من الأعيان، واتجوزت وهي صغيرة من سلم أغا نعمة الله، بس مكملوش وحصل الطلاق بدري، فجات جوازتها التانية خارج توقعات أي حد سواءا كان أبوها ولا أهلها ولا هي ولا حتى مصر كلها.اتقدم لها القائد التالت للحملة الفرنسية جاك فرانسوا مينو واللي كان حابب يستمر في احتلال مصر على الطريقة النابليونية وهي التقرب للمصريين بس ببصمته، يعني نابليون حاول يتودد للمصريين بالدين فاحترم الإسلام أو قال إنه بيحترم الإسلام .. لكن مينو قال أبقى مسلم وأسمي نفسي عبدالله .. ودا اللي حصل.راح اتقدم واتوافق عليه ودي أعجوبة تاريخية لحد دلوقتي مش معروف سببها، وكان مينو بيعامل زبيدة معاملة كلها إيتيكيت، وتمت الجوازة بالقبول وخلفت منه فيما بعد.حظ مينو في مصر كان في النازل، فمشيت الحملة الفرنسية وسافر على فرنسا ومعاه زبيدة وابنها اللي في بطنها.ركب مينو مع زبيدة السفينة ديدون واتحركت السفينة وبدأت مأساة زبيدة، أولها لما مينو جالها المرض في السفينة ففضلت واقفة معاه لحد ما اتعالج على يد الدكتور دومينك جان لاري.نزلوا مارسيليا وسكنت زبيدة في بيت فخم، ورغم إن سمعة مينو كانت في النازل كقائد عسكري، لكنه بقي حاكم 3 مدن في إيطاليا هم بييمونتي وتوسكانا والبندقية، فراح إيطاليا وساب زبيدة في فرنسا وحيدة بتربي ابنها وكان بيروحلها كل فين وفين وخلف منها تاني وسابلها خادم مسلم يجيب طلباتها.في فيلم جاد فاذر فيه مقولة بتقول “في صقلية النساء أكثر خطورة من البنادق”، فما بالك بأشهر 3 مدن في إيطاليا، ودا اللي حصل مع مينو، حيث إنه عمل علاقات نسائية كتير في إيطاليا وقعد في البارات وبقيت سمعته وحشة فطردوه من الخدمة ورجعوه من إيطاليا لفرنسارفاعة الطهطاوي كان مهتم بنهاية زبيدة، ما هي بنت بلده وربما تكون عايشة وقت سفره لفرنسا فحاول يجمعها لكن من غير فايدة، وكتب عنها في كتاب تخليص الإبريز في تلخيص باريز اللي وصله من معلومات وكانت صادمة .. فمينو ساب الإسلام وأخد الولد التاني اللي خلفته زبيدة وخلاه مسيحي وعشان يقنعها جابلها أحد المستشرقين وقالها الإسلام لا يمنع تعميد الطفل لأن الله يقضي بإيمان أهل الكتاب عملاً بقول الله تعالى ـ “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.محدش يعرف أي شيء عن نهاية زبيدة على مستوى اليقين، مجرد بعض تكهنات المؤرخين أن ولدها الكبير مات في ظروف غامضة، ومعرفتش تروح لابنها التاني وخصوصًا إن مينو مات وخد سره معاه، وأهلها معرفوش يوصلوا لها، وعشان تعيش احترفت البغاء وحاجة كدة أصعب من نهاية مسلسل الطوفان
