قلعة محمد علي باشا .. الاسم غلط .. والصح اسمها قلعة الجبل مقر حكام مصر وسكنهم لمدة 689 عام حيث أتم صلاح الدين بناء أغلب شكلها عام 1176 م، وانتهى 1207 م واستمر الحكم منها حتى العام 1872 م.
قلعة الجبل اقترن اسمها بمحمد علي باشا على أساس مذبحة القلعة .. والعجيب إن محمد علي باشا مسكنش فيها غير بعد سنتين من حكمه .. طب ليه ؟
من يوم ما جا محمد علي باشا لمصر سنة 1801 م كقائد للفرقة الألبانية، كان بيسكن في بيت الأزبكية، وهو منزل أسسه أحد علماء الفقه الحنفي واسمه الشيخ إبراهيم سعودي واشتراه منه الأمير أحمد أغا شويكار وبعد كدة باعه لمحمد بك الألفي المملوكي.
دخلت الحملة الفرنسية مصر فسكن كل جنرالاتها البيت دا وبعد رحيلها عن مصر، انتقل محمد علي باشا عشان يبات في البيت دا سنة 1801 م ووسعه.
مسابش محمد علي باشا بيته في الأزبكية من لحظة دخوله مصر إلا مرة واحدة في حياته وهو يوم احتفال المصريين بذكرى عاشوراء سنة 1218 هجري الموافق 2 مايو سنة 1803 م، لما قرر عساكر الأرناؤود مهاجمة منزل محمد علي باشا لاغتياله وسبي نساءه انتقامًا منه على عدم مشاركة جنوده في نهب المصريين، ليرحل الباشا عن المنزل قبل الهجوم بيومٍ واحد إلى شبرا.
انتقل محمد علي باشا من شبرا للأزبكية سنة 1803 وراقب الفوضى في صمتٍ ودون ما يشارك فيها، لحد ما رشحته الزعامة الشعبية سنة 1805 لتولي الحكم من قلعة الجبل، لكنه مسكنش فيها وإنما كان بيمارس مهام عمله لحد بالليل بعدها اتجه لبيته في الأزبكية، وبقي كدة لمدة سنتين لحد ما قرر أن يكون في القلعة حاكمًا وساكنًا سنة 1807 م بعد هزيمة حملة فريزر.
ليه مسكنش الباشا محمد علي في القلعة طول السنتين دول ؟
سبب رفض الباشا فكرة الإقامة القلعة لمدة سنتين كان وراه الدهاء السياسي لأنه كان عايز التأكيد بسكنه في الأزبكية مش القلعة على إنه قريب من الشعب والزعماء الذين أوصوله.
المؤرخ عبدالرحمن الرافعي في ص 107 من كتابه «عصر محمد علي» طبعة سنة 2000 تكلم عن عدم بيات محمد علي باشا في القلعة بقوله «الواقع أن سكنى ولي الأمر في الأزبكية (أي في قلب العاصمة) يجعله أميل إلى الإصغاء لمطالب الشعب إذا هاجت خواطره، لأن الأزبكية كانت الميدان الذي تحتشد فيه الجموع إذا حفزها حافز من شكوى أو احتجاج، فإذا ما سكنها ولي الأمر كان أقرب إلى رؤية مظاهرات الشعب وأدنى للاستماع إلى صيحاته ومطالبه».
وكمل الرافعي كلامه «أما إذا استقر في القلعة، فكأنه يريد أن يمتنع في قمة الجبل، ويضع نفسه مع المدافع المتسلطة على البلد، ويصم أذنيه عن سماع صيحات الجماهير، وينظر إلى القاهرة كما ينظر النسر المحلق في السماء إلى فريسته في الأرض».
بقيت القلعة بعد عصر محمد علي باشا هي مقر حكم مصر ومحل إقامة حكامها حتى عهد الخديوي إسماعيل الذي نقل كل شيء إلى قصر عابدين، وتعليل كدة إنه كان بيطمح في أن يكون كجده محمد علي باشا في بناء مصر، وبالتالي اقتران اسم محمد علي بالقلعة كان عائق قدامه فبقي عايز ياخد خط جده لكن على طريقته فأسس قصر عابدين.