عربية لادا ١٦٠٠ موديل ٨٤ كان لونها أحمر، بابا اشتراها لما رجع من السعودية في نفس السنة، فاكر تمنها كويس ٤ ألاف جنيه كاش عدا ونقدا، عربية ع الزيرو فابريكا يعني وقتها كان عندي ١١ سنة ومكنش ليا اهتمامات خالص بالعربيات.
٤ سنين كمان وبابا جاب عربية تانية واتنقلت اللادا لأحمد أخويا الكبير واللي بسببه اتولدت بيني وبين العربية دي تحديدا علاقة متتنسيش.
أحمد أخويا مهندس سيارات وعلاقته بعربيته دايما خلال طول عمره كانت علاقة غرام من نوع خاص، اهتمام ونضافة وصيانة أنا أخوه معنديش ١٪ منها.
تخيل بقى يا سيدي لما أحمد تضطره ظروف الشغل انه يبيت العربية عند الكهربائي ويطلب مني أنا العبد الفقير لله وأنا عندي ١٦ سنة إني بس أروح أحاسب الراجل على العصر وأخد المفاتيح منه لأنه حيقفل بدري وأحمد مش حيلحقه.
وكنت موجود في الميعاد تماما – منضبط أنا برضو – ومعايا اتنين أصحابي – العزوة حلوة –
لكن أنا كنت قررت إني أرجع العربية تحت البيت مش أخد المفاتيح وأمشي زي العيال الصغيرة، والحقيقة وأنت بتسمع القصة دي لازم تبقى عارف إني مكنتش جربت أسوق عربية قبل كده، كل علاقتي بالسواقة كانت جرار في البلد في أجازة الصيف وأنا عندي ١٣ سنة، يعني معرفش الدبرياج من الفتيس ودي لادا يا ناس.
حاسبت الراجل وركبت العربية أنا وأصحابي ودورت وهوب يا مؤمن شفت رفرف شمال بيطير قدام عيني بعد ما العربية نطت مني وبقت بالعرض في شارع جسر السويس وعربية نص نقل جت شالت الرفرف.
مش حضيع وقتكم في الهيصة والدوشة وازاي قدر الكهربائي بحكم العشرة مع ابويا وأخويا يزوغني ونط صبي من صبيانه حرك العربية بعيد وسابني قلبي واقع في ركبي.
أقول لأحمد إيه راح يغير سلك وبوجيهات جبت له رفرف.
هوب يقترح صديق إنه يوصل لحد سمكري يعرفه حيخلص لنا الليلة دي، هوب السمكري ييجي يقترح ننزل الوكالة عند واحد يعرفه نشتري رفرف استيراد نفس اللون ونقصر، هوب صاحبه اللي في الوكالة يودينا عند صاحب تالت يستعدل الحاجات البسيطة التانية ع البارد.
كنا في الوقت ده بنصارع حاجتين، الوقت علشان نرجع بالعربية قبل أحمد ما يرجع من شغله، والفلوس اللي لميناها من بعض واللي بتطير بين أيدينا.
على المغرب اتأكدنا من استحالة اننا نلاقي رفرف أحمر شمال، ولو لقيناه فلوسنا مش حتكفي، الرفرف لازم يترد على السخن وشغل صاحب صاحبنا السمكري ناره وبدأ يحرق فيه ويرده.
مطولش عليك أذان العشا سبقنا فاضطرينا منكملش سمكرة ونودي العربية تحت البيت ونغطيها على أمل إن أحمد يرجع تعبان من الشغل ينام والصبح نبقى نكمل.
لكنه رجع ورفع الغطا وشاف الرفرف المحروق وأنا براقبه من بعيد في عمارة بتتبني على الناصية، والله وقف متنح عشر دقايق قدام المنظر، قلب أخوك يا كبير والله.
مش حاحكي بقى إني حاولت ابات عند واحد صاحبي بس بابا خلاني أروح لما كلمته على تليفون البيت وازاي أحمد جري ورايا في الشقة وأنقذني ان كان في عندنا ضيوف وأنا وهو بايتين في الصالون على الأرض لوحدينا، المهم إني طلع عليا النهار حي أرزق.
علشان تبتدي بعدها تقريبا بسنتين علاقتي بنفس العربية اللي شالتني كتير قوي لدرجة إني سوقتها ٤ شهور من غير بطارية، كل تدويرة بزقة، كنت ساعات بزقها لوحدي وأجري أنط فيها، وسوقتها مرة من غير دراكسيون ومرات من غير شكمان وكل مرة كانت مبتعطلش غير عند باب البيت.
كنت بطبطب عليها وبغني لها وبنضحك سوا على كاسيت بحجارة حطيته فيها لما الكاسيت بتاعها باظ.
حتى لما رحت أطلع رخصة وكنت راكبها ونادى عليا موظف طالب توصيلة يروح حاجة البيت وأنا كنت بسوق ولا محمود عبد العزيز في فيلم الكيت كات.
ولأني وافقت أوصله طلب يطبعولي الرخصة على ما نرجع بلا امتحانات بلا يحزنون، ووصلته والراجل اتشاهد أكتر من عشر مرات في الطريق وأنا معايا الاتنين صحابي هما هما.
أنا نسيت أقولك هما ليه كانوا دايما اتنين.
واحد يمين وواحد شمال يردوا على شتيمة الناس ويحذروهم مني ويشتموهم لو لزم الأمر.
علاقة الشخص بعربيته علاقة حميمية بزيادة، يعني لما ياخد مطب جامد بتلاقيه بيصرخ آه وكأن العفشة جزء قفصه الصدري، لما باب العربية يترزع جامد بيحس بألم يشبه ألم الذبحة أو ارتجاع المريء، لما العربية تتحك جسمنا بيقشعر وبنبقى عندنا أرتكاريا، صوت غريب في الموتور أو العفشة أو الفيتس بيخليك مش على بعضك والعربية أصدق من يقول لو مهتم كنت عرفت لوحدك، في وحدة جسدية روحية عجيبة للشخص مع العربية.
حقيقي أكلت ونمت وبوست ورقصت وعملت كل حاجة جوه اللادا العظيمة اللي عمرها ما خذلتني حتى لما موتورها انفجر يوما ما وماتت كنت حاسس انها مبتسمة وارتاحت.. ارتاحت مني طبعا شايفك بتضحك.
هو صحيح أنا نسيت أقولك معلومة مهمة قوي..الكهربائي كان على ناصية شارعنا على بعد ١٥٠ متر بس من البيت.
مش بقولك كويس إني فضلت حي
اللادا وعشاق اللادا بحبه والحب زيادة