لما ظهر القطر لأول مرة شكل الحياة في مصر اختلف على كافة المستويات، وبعض المحافظات دخلت التاريخ بقصص مختلفة زي محافظة الشرقية لما عزمت ركاب القطر في قرية إكياد في مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، بس فيه محافظات تانية كان لها موقف مختلف.
لما ظهر القطر لأول مرة في الدلتا أهالي محافظة كفر الشيخ استقبلوه بالطوب وتحديدا في منطقة محلة روح، وهو نفس التصرف اللي عمله أهالي شبين الكوم والزقازيق، وكانت مكاتب الصحافة في تلك المحافظات بتابع الأحداث عن كثب.
وصفت جريدة الأهرام أهالي منطقة محلة روح وكفر الشيخ بالرعاع وقالت تجمع العشرات منهم على ممر السكة (الرصيف) بين بين محطة محلة روح ومحطة كفر الشيخ وهم يحملون حجارة مجهزة ورشقوا بها المسافرين ووصفت جريدة الأهرام تأثير الأحجار بأن لها دوي كمدافع الرش والمتراليوز، وهو ما استدعى مناشدة عاجلة لمأمور المركز بأن يبذل قصارى جهده لمواجهة هذا الهجوم الذي بدأ يتكرر”
رفض القطار مكنش مقتصر بس على رمي الركاب بالحجارة من على رصيف المحطة بل وصل لدرجة محاولة ضرب الركاب من الداخل، عدد 28 سبتمبر عام 1886 من صحيفة الأهرام بيقول أحد الموظفين اتفق مع بعض التجار على تهريب البضائع بواسطة العربات المعدة لنقل الحجارة وأن له في نظير ذلك معلوماً خصوصياً (يعني مبلغ مالي) من التجار المذكورين”.
تطور رفض السكة الحديد وصل إلى الشيالين بهدف إزعاج الركاب لمقاطعة القطارات، والأهرام بتقول بدأ التهافت ممن يعمل في الشيالة لأخذ أدوات الركاب دون إذنٍ منهم، فقررت مصلحة السكة الحديد القبض على من يعمل شيالاً بدون تصريح وكان يسمى إذن خصوصي من كاتب المحطة، على أن توضع علامة معينة على كل شيال تشير إلى أنه موظف، ووصلت الأمور إلى نقطة اللاعودة عندما كشف البوليس المصري أن هناك صفقةً بين لصوص الدلتا وممن يعملون خفرًا لمصلحة السكة الحديد ونجحوا في إيقاف قطار البضاعة بين السويس وكفر الدوار ونهبوا جميع ما فيه.
ليه كل دا ؟
محافظات الدلتا كانت عايزة تدخل التاريخ من باب الوطنية لإن كل الحوادث دي حصلت سنة 1886 يعني بعد 4 سنوات من الاحتلال البريطاني لمصر بعد الثورة العرابية وكانت السكة الحديد تحت الهيمنة الإنجليزية فكان الهجوم عليها شكل من أشكال الرفض للاحتلال البريطاني وأي شيء يرمز له.