زرياب وسقوط الأندلس .. كفاية تسطيح
لما تيجي سيرة الأندلس وسبب سقوطها من يد المسلمين بتيجي سيرة ذرياب الموسيقار الأندلسي الشهير، اللي قالوا عنه إن بسببه الأندلس راحت.
أوروبا بتدين بالفضل للعرب المسلمين إنهم علموهم مزيكا، يعني مثلاً سيغريد هونكه كتبت عن زرياب بعنوان الحياة على نغمات الموسيقى قالت فيه «تدين أوروبا إلى العرب في أكثر آلاتها الموسيقية بعد أن أهدت لبيزنطة آلات الأرغن والقانون والجنك، وقد جاءت كثرة هذه الآلات العربية عن طريق إسبانا إلى أوروبا، وبينما نجد الموسيقيين الأوروبيين يعتمدون على ضبط الآلات الوترية على الأذن، نجد طالب الموسيقى في مدرسة زرياب يتعلم العزف بالعفق على دساتين وضعت على رقبة العود والجيتار قد قيست عليها المسافات الصوتية قياسا دقيقا وتعد هذه من المزايا الكبرى التي حببت الآلات الموسيقية العربية إلى الأوروبيين».
لا يمكن بأي حال من الأحوال الربط بين زرياب وسقوط الأندلس لأسباب تاريخية وعقلية، فأولها أن الأندلس في الحكم الإسلامي كانت تعرف الموسيقى والمطربين من قبل زرياب واشتهر مطربين في بلاط الخلفاء مثل زرقون وعلون ومنصور والعجفاء.
الأمر الثاني أن الأندلس سقطت بعد استقرار زرياب فيها بـ 635 سنة فقد وصلها سنة 822 م وبقي فيها حتى موته سنة 857 م، أي ظلت بعده لمدة 6 قرون.
أجواء الغلو في الترف بدأت فعلاً بعد زرياب غير أن هناك ثمة عوامل سياسية هيأت المناخ لسقوط الأندلس أبرزها بلا شك الحروب التي نشأت بين حكامها في فترة ملوك الطوائف، فلا يمكن اختزال دا كله في زرياب.