سليمان داود .. العرابي الوحيد الذي تم شنقه
مافيش كتاب تاريخ فيه صورة للقائم مقام سليمان داوود أحد رموز الثورة العربية والوحيد في العرابيين اللي اتعدم، بعكس غيره اللي اتنفى واللي اتسجن، وجا اعدامه بسبب حريق الاسكندرية.
سقطت الإسكندرية بدانات مدافع الأسطول البريطاني الذي قصفها في 11 يوليو 1882 وبمجرد أن نزلت القوات في اليوم التالي، تحولت الإسكندرية إلى كرة نار إذ اندلعت الحرائق في حي المنشية
كان آخر من حوكم من العرابيين 4 ضباط هم البكباشي فرج يوسف والبكباشي أحمد نجيب والصاغ علي مظهر والصاغ عثمان خميس، والقائمقام سليمان سامي داود الذي هرب إلى جزيرة كريت وقبض عليه.
صدر في يوم 7 يونيو 1883 م الحكم على البكباشيين والصاغيين بالسجن لمدد مختلفة، أما السيد قنديل مأمور الضبط فتم سجنه 7 سنوات بتهمة التقصير ، أما سليمان داود فقد نفذ فيه الحكم علنًا في ميدان المنشية بعد الحكم عليه بـ 48 ساعة
جريدة التايمز أجرت حوارات مع الخديوي توفيق وقال أنه تأسف من أنه يوجد في انجلترا من يفكر في أن حكومتي قد تصرفت بقسوة غير عادلة نحو سليمان داود، أما بشأن التثريب الشخصي فذلك لا يتأتي عنه مضرة، فإن خرابات الإسكندرية تشهد بعدالة المحاكمة، ويوجد في انجلترا أشخاص يعتبرون صحة الحكم النهائي الذي صدر مني”.
في مذكراته لم ينفي الشيخ محمد عبده أن القائمقام سليمان سامي داود متورط في الجريمة، لكنه قال «التهمة يجب أن توجه لأكثر من طرف، فقد عثر على جثث أروام (يونانيين) بلباس عرب أثناء الحريق، كما اشترك عربان ممن كانوا على صلة بالخديو توفيق، ومنهم أهالي الإسكندرية، ومنهم أوربيون بقصد المبالغة في طلب التعويضات».
أما المؤرخ عبدالرحمن الرافعي في كتاب الثورة العرابية والإحتلال البريطاني لمصر اعترف بأن القائمقام سليمان سامي داود كان نكبة على العرابيين، فهو لم يكن من قادة الثورة ولا زعمائها، لكن كان متأثرًا بأفكار العرابيين، وكان أشدهم تهورًا وقلة نظر في العواقب.
ساق الرافعي أشياء كثيرة تؤكد تهور سامي داود وطيشه، فهو المدبر الأول لحصار سراي الخديوي توفيق في الرمل بعد ضرب الإسكندرية وهو ما جعل الخديوي ينضم إلى الإنجليز، فضلاً عن إحراقه للإسكندرية قبل انسحاب العرابيين، وكان ذلك عملاً عقيمًا لا فائدة منه.