كان الكولونيل سلكوسكي قريب الشبه بالجنرال نابليون بونابرت، وبنفس المقدار كان قريب منه إذ كان الياوران الخاص به، يدير له المواعيد وما يخص أوراقه، ولذلك مثلت حادثة مقتله حزنًا داخل الجنرال الفرنسي نابليون لم يفارقه حتى بعد رحيله عن مصر.
قصة الكولونيل سلكوسكي
ولد جوزيف سلكوسكي في سنة ١٧٧٠ م في فرنسا لأسرة من النبلاء وتربى في قصر أحد أعمامه ، وحصل على تعليم دقيق في اللغات والتاريخ العسكري، وفي سنة 1786 انضم سولكوسكي إلى الجيش البولندي تحت قيادة ميكا زابيو وشارك في الحرب الروسية البولندية عام 1792 في ليتوانيا ثم أعلن ولاءه للثورة الفرنسية في عام 1793 وتزوج من بنت المستشرق جان ميشيل دي فينشر.
تعرف على نابليون بونابرت، وكان دور مهم في الحملات الإيطالية في الحروب الثورية الفرنسية، وأظهر شجاعة في معركة لودي بإيطاليا يوم 10 مايو 1796 بين الفرنسيين بقيادة نابليون بونابرت والنمساويين بقيادة كارل فيليب سيبوتندورف، وكاد أن يموت في تلك المعركة.
كانت بلاد الشرق تستهوي الفرنسيين وكان نابليون عايز يضرب انجلترا في مستعمراتها بالهند ودا مكنش هيحصل إلا بدخول مصر فدخلها بقواته يوم 1 يوليو سنة 1798 عبر الإسكندرية وكان معه الكولونيل سلكوسكي.
قوبلت الحملة الفرنسية بمقاومات متعددة منذ يومها الأول وكان النصر للفرنسيين دائمًا رغم الخسائر، لكن تغيرت موازين القوة رسميًا لما هجمت انجلترا على أسطول باريس المرابض في أبي قير يوم 2 أغسطس سنة 1798 م وبقيت الحملة الفرنسية محاصرة، فعلى البر يوجد الشعب المصري بمقاومته ومن البحر ترسو سفن بريطانيا لتقطع كل التواصل مع حكومة الثورة، فلجأت الحملة إلى سياسة فرض الضرائب على المصريين.
كان يُنْظَر إلى الكولونيل سلكوسكي على أنه سيكون خليفة نابليون .. نابليون استقر رأيه على السفر للتواصل مع القادة لكن كان عايز ميتستعجلش وقرر غزو الشام لتفاجئ الحملة بقيام ثورات متعددة بدأت من القاهرة في 21 أكتوبر سنة 1798 وامتدت لباقي الأقاليم المصرية.
اتجه الكولونيل سلكوسكي إلى الصالحية في الشرقية لإخماد ثورات المصريين هناك يوم 21 أكتوبر من عام 1798 وأصيب في إخماده للمقاومة، ثم رجع إلى القاهرة في اليوم التالي ليقابله المصريين عند باب النصر وقتلوه.
أوغستين دانييل بيليارد قال «أهالي القاهرة إمعانًا في الانتقام من الحملة ألقوا الكولونيل سلكوسكي وهو مصاب للكلاب من أجل افتراسه، وعبر نابليون بونابرت عن حزنه لتلك النهاية حيث قال بأسف عميق: لا أستطيع أن أخفي افتخاري بالشخصية الشجاعة الجميلة التي يمتلكها سلكوسكي كان سيصبح رجلًا ثمينًا».
ويفجر أوغستين دانييل بيليارد في يومياته مفاجأة وهي أنه بعد وفاته قرر نابليون تسمية مسجد كبير على اسم سلكوسكي وإحاطته بجدار على مشارف القاهرة وبالتحديد في الطريق إلى بلبيس، لكنه لم يحدد موقعه بالتحديد.