جرت العادة إن الباحثين على القاهرة اسم قاهرة المعز لدين الله بينما الحقيقة أن أفضل تسمية هي قاهرة العزيز بالله الفاطمي، فالمعز وإن كان قد تم تشييد القاهرة في عهده على يد جوهر الصقلي لكنه ميستحقش إن اسمها يرتبط باسمه.
سببين يخلونا منقولش قاهرة المعز
أولهم أنه مكنش بيحب موقعها لحد ما مات ويؤيد ذلك كتاب اتعاظ الحنفا لما قال المعز لجوهر الصقلي «لما فاتك عمارة القاهرة بالساحل، كان ينبغي عمارتها بهذا الجبل»، يعني كان المعز ان عايز تأسيس عاصمة الفاطميين على شاطئ نهر النيل أو سفح المقطم.
أما السبب الثاني أن المعز لدين الله محكمش من العاصمة الجديدة غير سنتين بس ومات دون ما يكمل تطوير المدينة اللي كانت في عهده مجرد ثكنة عسكرية بها مسجد وهو الجامع الأزهر مع قصر الخليفة، كذلك كان ممنوع على عامة أهل مصر دخول المدينة إلا بإذن أما سكانها فكانوا من المغاربة فقط؛ بينما التطوير الحقيقي للقاهرة كـ عاصمة كان على يد العزيز بالله الفاطمي الذي حكم لمدة 21 عامًا.
المدينة في عهد العزيز اتسعت وأصبحت عاصمة الدولة الفاطمية الكبرى تطورت مبانيها وشوارعها وأسواقها وسكنتها جماعات مختلفة من المصريين وخاصةً أرباب المهن والحرف والتجار ونزح إليها كثير من أهل الفسطاط، بالإضافة إلى تحويل الأزهر من مجرد مسجد للعبادة إلى مؤسسة تعليمية.
أما من ناحية الطرق فقد شق يخترق وسط المدينة من باب زويلة جنوبًا مارًا فيما بين القصرين ووصولاً إلى باب الفتوح، فضلاً عن وصل طريق بين المدينة الجديدة والفسطاط إلى جانب القصور والمساجد، واتميزت قاهرة العزيز بالله بتأسيس المنشآت العامة زي الحمامات وإقامة دور للسفراء والضيوف حاجة شبه الفنادق، فضلاً عن تأسيس الدكاكين وكلها كانت ملك العزيز بالله وبيأجرها للمصريين بدينارين إلى 10 دنانير.
أسس العزيز بالله في العاصمة مساجد كتيرة منها مسجد القرافة اللي بنته تغريد زوجة المعز وصممه الحسن بن عبدالعزيز الفارسي، وجامع المقس اللي اتعرف فيما بعد باسم جامع أولاد عنان ثم حاليًا صار اسمه مسجد الفتح، وشيد جامع كبير لكنه مات قبل ما يكتمل وهو جامع الحاكم بأمر بالله.
حاجة تانية اتشهرت بها قاهرة العزيز بالله وهي أنها لم تظلم عاصمة السنة في مصر وهي الفسطاط، كانت عاصمةً سياسية علمية عسكرية دينية، وكانت الفسطاط عاصمة اقتصادية.