أنا هنا بعمل ايه هنا …. الشغف ولا الهدف ولا ايه ولا ليه
هو انا هنا بعمل ايه وايه معنى حياتي وهو الناس حتفتكرني بايه … انا مهم طيب أو هل انا لازم ابقى مهم علشان ابقى سعيد كدة وناجح
معظمنا ف عمر معين يمكن بيسأل نفسه ايه المغزى من حياته ليه موجود
في ناس مبتسألش … انا مش منهم
مين فينا أحسن .. حنكتشف دا ف نهاية حلقة النهاردة من بود كاست يوميات واحدة ست
.. .. جاهزين غمض عينك وفكر في نفسك وانت بتسمعني
امتى اول مرة فكرت انت عايز ايه وايه الهدف من حياتك ؟ كنت محبط او بتسعى
في اعدادي عرفت اني عايزة اشتغل ف الاعلام واني غاوية المواد الأدبية بس كنت شاطرة في العلمي برده فاستخسارًا الأهل شجعوا أدخل علمي … وكمان البلد اللي كنا عايشين فيها مكنتش بتهتم بالدراسة الأدبية لا منطق ولا فلسفة فمكنش منطقي اني ادخل أدبي علشان ادرس يادوب نحو
لكن هل فقد الهدف بيوجع … اااه احيانا بيوجع واحيانا بيكون سبب توهة
لكن كمان أحيانا بيكون في لخبطة بين الشغف والهدف ف الحياة
اتفرجت على فيلم saul اللي بيعرض ف السينمات الأمريكية وعلى منصة ديزني بلس ودا فيلم انيميشن من إنتاج بكسار
مش علشان انيميشن يبقى للأطفال بالعكس
الفيلم بيحكي عن عازف جاز أسود البشرة شاف ان حياته مشيت في غير ما تمناه ف صغره فاعتبرها مخجلة وغير مهمة واعتبر نفسه فاشل برغم نجاحه في عمله لغاية ما قدر في آخر الفيلم أنه يكتشف إن مشكلته الأساسية في روحه المعلقة بنهاية وشكل واحد عن مستقبله اللي كان متخيله وهو صغير و لما محققوش اعتبر نفسه فاشل برغم انه يا عالم لما يحققه حيحس بايه …. مش ححرق الفيلم
لكن نرجع لحكايتي انا كنت شاطرة قوي ف التاريخ والأدب واللغات لكن كمان كنت شاطرة ف العلوم والكيميا
ورغم ان الحياة لعبت معايا لعبة غريبة كأنها بتقولي حنخليكي تتأكدي بنفسك .. اسمع معايا فضلت متخيلة اني لازم اكون بشتغل فدالتلفزيون الإعلام .. الخ ولسبب مش مجاله هنا دخلت كلية زراعة بعد ٩٨ ونص ف المياه ف الثانوية عامة … شاطرة بقى وتخرجت من زراعة بتقدير وقرار تعيين ف الجامعة قطعته وخفيته .، لإني كنت متخيلة صورة لنفسي غير اني اكمل في السلك العلمي ودراسة امراض النبات وتصنيف الحشرات
فبعد التخرج درست اعلام دبلوما وماجستير واشتغلت … وأول ما اشتغلت في فضائية بعد ٣ سنين بحث عن فرصة ولو متدربة – افتكرني بس وانت بتتفرج على سوول لأني عملت زي البطل عازف الجاز بالضبط … بعد اول يوم شغل .. سألت نفسي
– ايوة وبعدين
– مفيش بعدين حتيجي بكرة
بس كدة
آه بس كدة …
الدنيا لفت بيا أنا تعبت قوي مشاوير من حي النزهة بمصر الجديدة بناتي صغيرين قوي لسه معنديش عربية بروح جامعة القاهرة في الجيزة – محافظة تانية وانا اصلا كنت لسه بتوه و دي قصة تانية
دارت كل الصعوبات والتحديات اللي تجاوزتها من دراسة مع الحمل ووجود طفلين واني لازم اجيب تقدير جيد جدا ف الدبلوما علشان اسجل الماجستير وقراءات ومشاهدات وتحضيرات يا عمي ملهاش اول من آخر للحظة الحسم ..اشتغل في الإعلام
آه نسيت اقولكم اني اول يوم شغل ليا كنت حامل ف ابني الرابع ف الشهر الرابع منا قعدت ادور على شغل مناسب لشغفي سنين ؛) و ما صدقت الفرصة ظبطت
يعني بعد اول يوم شغل ف الاعلام محصلش حاجة فظيعة مفيش احساس غمرني كلي كدة يستحق اللي عملته آه انا قطعت جواب الجامعة بتاع كلية زراعة ودرست اعلام واشتغلت ف عمل توعوي وخلفت اربع عيال وعزلت من المحافظة اللي كنت عايشة فيها لإن مفهاش مكتبات ولا أماكن تعلم الموسيقى ولا باليه … تخيل محافظة الاسماعلية مفهاش باليه وكنت شايفة ان دا سبب كافي لعدم التحقق مع اني عمري ما لعبت باليه … ولا مان ينفع
تبعت شغفي حتي النهاية وكنت مقتنعة بإن دا الغاية والمجال اللي اتولدت علشان اشتغل فيه لغاية ما الفرصة جات ومع تحقيقيها اول يوم محصلش حاجة……. واتصدمت
مع الترقي والنجاح في شغلي فضل السؤال يلح أكثر بوجع أكثر لدرجة البكاء انا هنا بعمل ايه بصحى من النوم كل يوم بتحمل أعباء منافسة وتعب وبيت وتوفيق اوضاع لا الشغل يحس انك متجوز ولا البيت يحس انك بتشتغل .. سوبر وومن … لكني لا أغير العالم انا مش قادرة اخليه مكان أفضل حتى بالنسبالي
محدش كان مصدق اني غير مهتمة بالنجومية – أو الشهرة بالظهور ع الشاشة محدش كان مصدقني نهائيا –
الناس بتعتقد إن أمنيتهم متاشبهة وان اللي بيحلموا يوصلوله انا لازم اكون بتمناه وفضل سؤال انت ازاي مبنشفكيش ع الشاشة لأي حد يعرفني بيسيب وقع سخيف عندي اكتر من حنفرح بيكي امتى اللي الناس بتسأله لكل بنت لسه متجوزتش …
وكأن البنت بتنجح وتشتغل ورا الكاميرا لغاية ما تطلع قدامها كمحطة وصول خصوصا لو شكلها مقبول حبتين .. بس دا عمره ما كان هدفي أنا عايزة أغير العالم وأخليه مكان أفضل 🙂 متضحكش .. احنا كتير
أول شرارة احس بيها من شغلي دا اللي تعبت علشان اوصله كان إدارة برامج الهوا
ياااسلام على الأدرنالين لما بيفرز بشكل كبير وانا بتسوق الكنترول روم او غرفة التحكم بتابع المذيع والماتيريال او المواد المصورة المداخلات ف الوقت الصح لزيادة سخونة الحلقة يييياه الحلقة عليت عايزين نسخن أكتر عايزين نصنع فرق … وكأني اهو على وشك إني أغير العالم واهو الحكومة تستجيب والجرايد بتكتب عن الإنجاز وقوة الإعلام .. لا انا بغير العالم فعلًا
خلاص موسيقى تيتر النهاية بيتدخل جسمي كله واحساس الإنجاز بيكون في ذروته نشوة انتصار كدة
مع نزول التيتر آآآه كانت قمة النشوة الأدرنالين في دمي بأقصى قدر
نجحنا في مخاطرة – الهوا مخاطرة …، يعني انا كنت عايزة اشتغل في ظروف خطر كنت محتاجة الادرنالين يفرز على أقصاه علشان احس بنشوة الانتصار التفوق الفوز .. ايوة صح أنا بسوق عادي خالص لكن في قرب حدوث اي حادثة وفي وقت الخطر لما العربيات بتطير فوق بعض ادائي بيكون مبهر انا بتألق في الظروف الصعبة .. دا مش الإعلام بقى وبس …
لكن مقدرتش اشتغل في البرامج من النوع دا كتير والدنيا زقتني في المهمات الإدارية التحريرية اللي ليها علاقة بالتأسيس والافكار وتقديم الخدمات والمعاملة مع الناس ادارتهم الخ … والظروف مكنتش بتسمحلي إني أعيشلحظات الخطر دي وبالتالي رجع السؤال
انا بعنل ايه هنا وايه الهدف من وجودي ف الحياة
لا متقوليش انت عندك اربع عيال ربيهم علشان كوني ام لا بيلغي انسانيتي ولا طباعي ولا تفكيري
فضلت ادور على اجابة للسؤال نفسه حتى في كل لحظة العمل فيها بيتحول الى روتين خالي من المجاذفة والمخاطرة والتفوق كان بيلح عليا السؤال انا ليه هنا وبعمل ايه وبعدين الحالة بقت أصعب وبقيت بسأل انا ليه ربنا خلقني
حتى لما بقيت رئيس تحرير وناجحة مشهورة مفيش حاجة اتغيرت لغاية ما سمعت جوزي بيقولي انا مش عايز اعمل فرق عايز اعيش سعيد
بس هو ناجح وقفت عند الجملة دي كتير وبدأت أفكر ازاي استمتع بكل لحظة في حياتي
الأصل ف الحياة إنك تعيش مبسوط لا متخاذل ولا متكاسل بس كمان مش عنيد مقدرش اقول اني كنت عنيدة لكن اقدر اقول اني خوضت التجربة في المرحلة اللي فاتت بنجاح ولسة الكتاب فيه صفحات كتير