مشهور عند كتير من الناس إن الزعيم السكندري محمد كُريَّم هو أول شهداء مصر في الحملة الفرنسية لكن دا تاريخيًا غير صحيح لإن جنود فرنسا دخلوا مصر عن طريق الإسكندرية في 1 يوليو بينما إعدام محمد كُريَّم وقع في 6 سبتمبر 1798 م، والصحيح أن أول الشهداء كانا اثنين من العجمي في مقاومة الإسكندرية. عملية دخول قوات الحملة الفرنسية لثغر الإسكندرية اهتم بها كثير من المؤرخين الأجانب زي جاك بينفيل وجان جول بريجون وجورج فلوري، أما في باريس اتخلدت أسماء القادة على باب قوس النصر، بينما اهتم أغلب المؤرخين بالسرد السريع لوقائع اليوم الأول للقوات الفرنسية مع إشارة سريعة للمقاومة.وصلت الحملة الفرنسية للإسكندرية في أول يوليو عام 1798 م، وفي ليلة اليوم التاني أمر نابليون بإنزال جنوده لمنطقة العجمي واستمرت عمليات الإنزال حتى الثانية صباح يوم 2 يوليو وانتهت بإنزال 5 آلاف مقاتل، وكان أهل الإسكندرية قبلها أعلنوا المقاومة والدفاع عن بلدهم.أمر نابليون بونابرت قواته بالهجوم على المنطقة وقام الأهالي بإطلاق النار من المدافع المركبة على الأبراج، وقام القادة بمهاجمة العجمي من جهاتها الثلاثة، الجهة الغربية بقيادة مينو، وهجومين في باب رشيد وسدرة، وحدث إطلاق نار متبادل لكن مدافع المقاومة مستمرتش كتير وبدأ الدخول العسكري الرسمي لمدينة العجمي.كل المؤرخين اتفقوا على أن مقاومة أهالي العجمي كانت شديدة وتسببت في خسائر فادحة للفرنسيين، خلت نابليون يقود بنفسه عملية الهجوم على المنازل اللي صارت مصدر لإطلاق النار، وكاد أن يفقد نابليون حياته على يد رجل وامرأة.يحكي دو بوريين «سكرتير نابليون بونابرت» في الجزء الأول من مذكراته عن الواقعة اتكلم وقال «دخل بونابرت المدينة من حارة لا تكاد لضيقها تسع اثنين يمران جنبًا لجنب، وكنت أرافقه في سيره، فأوقفتنا طلقات رصاص صوبها علينا رجل وامرأة من أحد النوافذ، واستمرا يطلقان الرصاص، فتقدم جنود الحرس وهاجموا المنزل برصاص بنادقهم وقتلوا الرجل والمرأة».والجنرال برتييه «رئيس أركان الحملة الفرنسية» كتب في تقريره إلى وزارة الحربية الفرنسية يقول «إن الأهالي دافعوا عن أسوار المدينة دفاعًا المستميت، أصيب في هذه الموقعة الجنرال كليبر بعيار ناري في جبهته، فجُرِح جرحًا بليغًا، وأصيب الجنرال مينو بضربة حجر سقط من أعلى السور فنالته رضوض شديدة، أما الأدجودان جنرال اسكال فجُرِح بجرح بليغ في ذراعه من عيار ناري، ولقي اللواء ماس و5 ضباط آخرين حتفهم».أما الجنرال مينو اللي تلقى إصابة من المقاومة، وصف الأهالي بالأعداء حيث قال «إن الجنود يستحقون الثناء العظيم على ما بذلوه من الإقدام والهمة والذكاء وسط المخاطر العظيمة التي كانت تحيط بهم لأن الأعداء قد دافعوا عن المدينة بشجاعة كبيرة وثبات عظيم».نابليون بونابرت بنفسه اعترف بالخسائر التي طالت قواته، لكنه كان متغير في رأيه حسب وضعه السياسي، في رسالته اللي بعثها إلى حكومة المديرين المعروفة باسم الديركتوار، قد خسائر الحملة بشريًا بـ 40 قتيلاً و 100 جريح، لكنه ناقض نفسه حين كتب في مذكراته بعد مغادرته الحكم بأن قتلى الحملة الفرنسية كانوا 300 قتيل أما من رجال المقاومة فكانوا 800 شهيد.