أهلا بيكم في بودكاست أماني وأغاني
انا محمد عطية
في ظاهرة منتشرة على السوشيال ميديا الأيام دي وهي ظاهرة أشباه المشاهير سواء كانوا لاعيبة كورة ولا ممثلين ولا مطربين.
الظاهرة دي بقت بتحاصرنا الأيام للدرجة أن بقا بيظهر لنا كل يوم تقريبًا شبيه جديد، طبعًا بعض الأشباه دول بقوا مشاهير وصناع محتوى عندهم متابعين بالالاف لكن احنا مش هنتكلم عنهم تحديدًا لكن هيكونوا مدخل عشان نتكلم عن فنانين كانوا أشباه فنانين فعلًا.
بمعنى إيه
يعني هتلافي فنان عنده قدر ول ضئيل من التحقق الجماهيري لكنه ماشي في ديل فنان تاني أو بيحاول يقلده في مسيرته الفنية وبما أن البودكاست معني بالكلام عن المزيكا والأغاني فاكيد هنتكلم عن مطربين كانوا اشباه مطربين تانيين في مسيرتهم ومش هوسع القوس واتكلم عن مطربين كانوا اشباه مطربين تانيين لكن هختار مطرب واحد بس هو الملك محمد منير عشان اتكلم عن اشباهه من المطربين أو الناس اللي حاولت تقلده.
طبعا بما أني جبت سيرة منير أول شخص هيجي في بالك هو الاستاذ ده “إشارة إلى صورة خالد عباس” وأحب اطمنك اني مش هتكلم عن الاستاذ خالد عباس الشهير بخالد منير لان الراجل وصل لـ ليفل الوحش في تقمص شخصية منير وبيتعامل مع الجمهور على أنه هو محمد منير الفعلي لدرجة انه بيطلع على المسرح متسند واحد زي ما الملك محمد منير بيعمل عشان ظروفه الصحية … وربنا يشفي الجميع!
نسيبنا من الاستاذ خالد منير والوهم اللي عايش فيه ونروح نتكلم عن مطربين فعلًا كانت تجربة منير بالنسبة لهم هي الملهمة للدرجة أنهم وقعوا في فخ تقليده.
طبعًا تجربة منير كانت علامة فارقة في تاريخ الأغنية المصرية الحديثة ورغم أنها في البدايات عانت من تهميش ووصم بأنها تجربة نخبوية مش لكل الناس لكن بمرور الوقت بقت ظاهرة فنية متفردة والظاهرة دي خلت بعض المطربين يحاولوا يقلدوه او يمشوا على نفس تجربته.
من أول المطربين اللي أتأثروا بتجربة منير كان المطرب عصام الخولي.
عصام الخولي ظهر أواخر التمانينات وكان واضح جدًا أنه متأثر بطريقة منير في الضغط على بعض الحروف ونطق بعض الكلمات زيه اشهرها كلمة “حبيبتي” اللي كان بينطقها زي ما منير كمان كان احيانا بيغني بلهجة هجين خليط بين لهجة الصعيد ولهجة القاهرة يعني يعطش الجيم أو ينطق القاف جيم وكان بيستعمل لزمات خاصة بمنير زي كلمة “يوووه يوووه” ودي عملها في أكتر من أغنية زي أنسى يوم و ليل وقمر
في المجمل عصام الخولي مكنش عنده تجربة غنائية مهمة وأغلبها كانت أغاني عاطفية مباشرة مافيهاش التنوع في المضامين وأفكار الكلمات وموسيقاها كانت عادية جدًا وبعض الشعرا اللي كان بيتعامل معاهم كانوا بيحاولوا يستخدموا بعض المفردات اللي بتحاكي أجواء تجربة منير زي الشجرة والضلة والقمر والليل
الخولي كان حظه سئ او هو خلى حظه سئ لأنه دخل برجله في مقارنة مع منير ودي ظلمته كتير وكمان الراجل ده من كتر سوء حظه انه كان اول مطرب غني أغنية “الشمس” اللي غناها محمد فؤاد بعد كده وساهمت في شهرته كتير .
الخولي عمل 3 شرايط في حياته محققتش نجاح كبير ممكن يخلد اسمه واختفى اسمه حتى مع حالة النوستالجيا اللي متأثره بيها الميديا حاليًا.
تاني مطرب معانا هو المطرب المعروف حسن عبد المجيد.
لو صادفت أنك حضرت فرح بيحيه حسن عبد المجيد هتلاقي معظم الأغاني اللي بيغنيها هي أغاني منير رغم أن عنده رصيد كبير من أغانيه الخاصة.
حسن عبد المجيد متشابه مع منير في حاجات زي أنه جاي من الجنوب زيه وكان تلميذ للملحن أحمد منيب اللي بيعتبر الأب الروحي لتجربة منير.
حسن عبد المجيد كان عنده فرصه أنه يكون نجم جماهيري كبير، اخد دعم كبير من الملحن أحمد منيب وغنى من ألحانه واشتغل مع شعرا مهمين زي عوض بدوي وعبد الرحمن أبو سنة ومحمد القصاص والأهم من كل ده أنه اشتغل مع صانع النجوم حميد الشاعري وغنى معاه اهم أغنية في حياته “عيونك أمهات وبيوت وحضنك ضل شجرة توت” الي تقدر تلمح فيها روح منير.
حسن عبد المجيد حقق نجاحات مقبولة مش هنقدر ننكرها بسبب تعاونه مع حميد اللي كان بيدي صك النجومية لأي صوت ،لكن غصب عنه دخل في مقارنة مع منير ومكنش عنده المشروع القوي اللي يقدر يصمد قدامه كمان وده خلاه يحاول أن يغير شوية لجو الأغاني اللطيفة السريعة زي “ماتيجي، يا مرح، حواديتو، سميرة”
مع نص التسعينات كان مشهد الغنا كله بيتغير كتير وبيروح لسكة المزيكا الغربي وكمان العقلية والهوية الفنية الضائعة خلته يختفي تدريجيًا ويبقي نجم أفراح النوبة اللي برضه بيغني فيها أغاني منير اكتر من أغانيه الخاصة.
تالت مطرب معانا هو المطرب على حسين اللي بيعتبر نسخة محمد منير في الألفية الجديدة.
يمكن الاتنين اللي انا ذكرتهم قبل كده مقالوش صراحة أنهم كانوا بيقلدوا منير لكن على حسين الوحيد اللي ما أنكرش أنه بيعتبر منير مثله الأعلى وانه بيعتبر نفسه نسخة منه وأنه اتربى على ألحان أحمد منيب حتى لو ماعصروش عشان كده اختار سكة منير من البداية.
على حسين خامة صوته حلوة ومحببة للودن فيها ميكس لطيف بين طرب عمر فتحي وطريقة أداء منير في النطق.
بالصدفة أول شريط لعلى حسين كان اسمه قلبي تاه وده من إنتاج شركة سونار اللي كانت أول شركة تنتج لمنير، الشريط نزل أواخر التسعينات في وقت كان شركة سونار بتلم ورقها من سوق انتاج الكاسيت ومكنش في اهتمام بالدعاية للشريط لدرجة أن الناس كانت فاكرة أن الشريط التاني لعلي حسين هو أول شرايطه
في الشريط التاني أن الأوان كان علي حسين متقمص شكل وطريقة منير، اتعرف من الشريط أغنية مصورة اسمها “حزين جدًا سعيد” وبدأ الناس تشاور عليه وشافوا فيه حاجة من منير.
في شريطه التالت قلوب الناس كان أحلى شرايطه واختار فيه أغاني حلوة كان تنفع أن منير يغنيها زي قلوب الناس وعيونك السود ودفعت مهرك يا بلد، الألبوم كان حلو جدًا فنيًا وكان من الممكن ان يغير مسيرته بشكل كبير ويخلصه من فكرة تقليد منير لكن حظه الوحش أن الشريط نزل قبل ثورة يناير بفترة قريبة وطبعا ما اخدش الشهرة اللي كان يستحقها وطبعا بعد الثورة المشهد اتغير تمامًا واختفى من الصورة على حسين اللي كان من الممكن أنه يعمل تاريخ كويس كمطرب.
اخر حد معانا مفاجأة وهو المطرب مصطفى قمر.
من فترة كان انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي فيديو لممصطفى قمر في حوار تليفزيوني بيغني على الجيتار أغنية “في عنيكي غربة وغرابة”
طريقة غنا مصطفى كانت تشبه كتير طريقة منير صحيح هو كان بيغنيها بأسلوبه الخاص لكن تلمح ريحة منير فيها عكس مثلًا حماقي لما غني ع المدينة غناها بطريقة مختلفة تمامًا عن طريقة منير.
المهم الناس بدأت تفتش ورا مصطفى وحكاية منير وانتشر بعض المقاطع من الحوار اللي قال فيه مصطفى صراحة أن منير هو مطربه المفضل ومثله الأعلى في الغنا.
لو دخلنا على اليوتيوب هنلاقي فيديو لمصطفى قمر ايام ما كان لسه طالب في جامعة اسكندرية بيغني أغنية “كان ليا يوم حبيب” لو شفت الفيديو من بعيد هتحس أن منير اللي بيغني نفس طريقة الاداء والضغط على أواخر الحروف وكمان كان معلق المايك على رقبته زي ما منير بيعمل.
مصطفى قمر اول ما نزل مصر مضى عقد مع شركة سونار وراح ليحيي خليل عشان كان عاوز يكرر معاه تجربة منير، شركة سونار شافت في مصطفى بديل لمنير اللي كان لسه سايب الشركة ويمكن في حوار لهاني ثابت مع صاحبة السعادة قال أنه أول مرة سمع مصطفى قمر حس أنه قدام محمد منير جديد.
حظ مصطفى قمر كان وحش لان الخلافات بدأت بين الشركة وبين يحيي خليل اللي قرر أنه يستقل بمصطفي بعيد عن الشركة وبدأ فعلا ينفذ مع فرقته الشريط الأول له.
يحي كان متحمس جدًا لمصطفى قمر وقال عنه في حوار منشور في كتاب الأغنية البديلة “مصطفى قمر هو مطرب مصر القادم، لن يفوقه أحد ، أمكانيات صوته تهزم الجميع عمره 21 سنة شخص جيد فاهم للأمور وكلها ميزات غير موجودة لدى كثير من الموجودين.
الشريط الأول لمصطفى قمر وبحسب بعض المصادر من ناس اشتغلت في الشريط أنه موسيقيًا كان يشبه شرايط منير مع فرقة يحيي خليل بل أن بعض المصادر دي أكدت لي أن الشريط كان على نفس مستوى شريط شبابيك أهم شريط منير عمله في حياته.
اتواصل الحظ السئ لمصطفى قمر لان الخلافات كبرت بين شركة سونار وبين يحيي خليل ودخل مصطفى طرف في القصة لأنه ماضي عقد مع الشركة واتحل الموضوع بان مصطفى يسيب الشريط ويسيب يحيي خليل ويرجع للشركة، الشريط طبعًا مصيره كان أنه جه حد من أمريكا اسمه “فاضل شاكر” وده غير المطرب فضل شاكر وحط صوته على الأغاني وخده معاه بره مصر عشان تختفي الأغاني دي.
المهم رجع مصطفى للشركة من تاني بعد ماصفى الخلافات بينهم ، الشركة حاولت تقدمه في أغنية منفردة في شريط كوكتيل كعادة الشركات وقتها في تقديم المطربين الجدد ولو الأغنية نجحت بيعملوله شريط، طبعا كان حميد الشاعري وقتها المسئول عن توزيع شرايط المطربين في شركة سونار لكن مصطفى كان عينه لسه على تجربة منير طب هنجيب منين يحيي خليل ووصل لحل وسط بأنه اختار الموزع فتحي سلامة المسئول الأول عن التنفيذ الموسيقي في فرقة يحيي خليل عشان يوزع له أغنية “زينة” اللي نزلت في شريط لقاء النجوم 1.
لو سمعنا الأغنية هنلاقي ان الشاعر سامح العجمي كان متأثر جدًا بطريقة كتابة الشاعر الكبير عبد الرحيم منصور اللي كتب اهم أغنيات منير الكلمات كانت بتقول زينة يا قمري ورحيلي نوري بضيك سبيلي سنين راحل وفي المشوار عيونك ليا نخل ودار، الأغنية حظها وحش انها نزلت في نفس الشريط اللي نزل فيه أغنية “داني” للمطرب إيهاب توفيق وطبعًا كانت إنذار مبكر لمصطفى قمر أنه يغير مسيرته ويتحول للتعاون مع حميد الشاعري اللي صنع منه تجربة مهمة في سوق البوب، وان كان مصطفى من وقت للتاني بيطلع من الدرج بعض الأغاني اللي شبه أغاني منير ومنها بعض الأغاني اللي كانت في شريطه الاول مع يحي خليل زي “نامت المدينة، كان ليا يوم حبيب، لابد نتفارق، هغنيلك”.
على مدى مراحل متعاقبة كون منير مريديه له من الفنانين حاولوا يمشوا على نفس مدرسته والتجربة اثببت أن المشروع الأصلي هو اللي بيفضل وأن منير هيفضل ملك دولته الغنائية وكل اللي حاولوا يقلدوه أما اختفوا أو غيروا في مسيرتهم وفي الأخر فضلنا الأستاذ ده “يشير إلى خالد منير” اللي هيقضي علينا وعلى منير.