لو تشتري زيتون كالاماتا افتكر إن الحرب هي اللي جابته
زيتون الكاملاتا .. شكله معروف .. غالي بعض الشيء .. لكن تاريخه هو اللي مش معروف بالنسبة لناس كتير .. غرابته مش اسمه .. لكن غرابته كانت في سبب دخوله لمصر .. الحرب هي السبب.
بلاد اليونان اشتهرت بزيتون الكالاماتا نسبة إلى جزيرة حملت نفس الاسم وكان إبراهيم باشا دمرها بالكامل سنة 1825 خلال حروبه ضد اليونان اللي أعلنوا رفض حكم الدولة العثمانية.
الدولة العثمانية ضم بلاد الكالاماتا سنة 1481 لحد بدأت القلاقل في تلك القرى عام 1659 وحصلت الحرب بين العثمانيين وأمراء البندقية على جزيرة كريت، وقرر قائد البندقية فرانشيسكو موروسيني إنه يعمل اتصال مع مانيوت زعيم المتمردين للقيام بحملة مشتركة في موريا، واللي أخذ خلالها قرى الكالاماتا وبعد فترة وجيزة اضطر للعودة إلى جزيرة كريت.
وفي سنة 1685 حكمت جمهورية البندقية بلاد الكالاماتا وضمتها لمملكة موريا ووفضلت لعبة القط والفار بين الكاملاتا والعثمانيين موجودة لحد ما استعان العثمانيين بالجيش المصري.
كان سقوط جزيرة كريت وسيطرة الجيش المصري على نافرين سبب أساسي لرجوع ثوار اليونان بقيادة بتروبك لميناء كالاماتا ووصل عددهم لـ 5 آلاف ثائر مسلح يبعرفوا حروب الجبال والأحياء الضيقة، ودخلوا حرب شرسة لمدة يومين وانتصر المصريين فيها وبعد الانتصار دخل زيتون الكاملاتا مصر
كانت خصلة التجريف الحضاري خصلةً بالنسبة للعثمانيين يعني ياخدوا حرفيين البلد لبلادهم الخصلة خدها إبراهيم باشا عن العثمانيين لكنه طورها، خد المزارعين اليونانيين لمصر عشان يشتغلوا بس مش بالسخرة وإنما يكونوا في مصر وجزء من الحياة العامة.
فرانك موريا في كتابه عن التاريخ الأوروبي سنة 1969 قال أن الجيش المصري دخل بلاد الكالاماتا بقيادة إبراهيم باشا وسواها بالأرض انتقامًا من استهزاء قادة اليونان بجيشه، فدخل البلاد وأعمل فيهم القتل باستثناء المزراعين اللي حطهم في سفن رجعت بهم إلى الإسكندرية، وهناك بدأوا في زراعة زيتون الكالاماتا وشوية بشوية استهوتهم الإسكندرية فأسسوا محالات متعددة للألبان وصارت لهم منتجعات زراعية اشتهرت بزراعة الكالاماتا.
العنصر اليوناني أثر في الزراعة المصرية خلال عهد محمد باشا، عبدالرحمن الرافعي في كتابه عصر محمد علي، قال أن زراعة الزيتون زمن العثمانيين كانت نادرة حيث اقتصرت على الفيوم فقط لأهداف عسكرية، لكن الباشا فكر في زيادتها لاستخراج الزيت من أشجارها بالإضافة لكون الغذاء الصالح للعساكر والبحارة.
أما فيلكس مانجان في توثيقه لعصر محمد علي باشا ثمن جهود إبراهيم باشا في التعاون مع المزارعين اليونان لإن بعد استوطانهم في مصر اتزرعت كتر من أشجار الزيتون في الوجهين البحري والقبلي وتم زراعة مالا يقل عن 1000 شجرة وقال «أشجار الزيتون تثمر في مصر بعد ثلاث سنوات أي في أسرع مما تثمر في البلاد الأخرى، وهذا يدل على صلاح معدن الأراضي في مصر ومناخها لهذا النوع من الشجر».