سنة 1882 بدأ الاحتلال البريطاني على مصر بحجج كتير كلها مش صح، لكن قبل الاحتلال دا كان فيه محاولة للاحتلال اللي هي بتاعت حملة فريزر، واللي كانت سبب أساسي في تأسيس المخابرات البريطانية.
تتفق كل المصادر على أن جهاز المخابرات الإنجليزية كانت بدايته الفعلية سنة 1909 م، لكن تلك المعلومة منقوصة، وبترجع لحملة فريزر سنة 1807 م
كان يمكن لانجلترا أن تتقبل الهزيمة عسكريًا من باب أن أي جيش يمكن له أن يُهْزَم، لكن العار اللي لاحقاها كان خنجر من نصلين الأولاني أن الهزيمة كانت على يد السكان المحليين في رشيد وبعض الجنود النظاميين في قرية الحماد، أما النصل الآخر فكان العار الذي ما بعده عار، وهو زفة أسرى وقتلى الحملة.
وصل مجموع قتلى بريطانيا في حملة فريزر إلى 450 جندي وضابط و 480 أسير، وأصر محمد لاظوغلي أن يتم قطع رؤوس القتلى وتُشْحَن مع الأسرى في مراكب من فرع رشيد إلى القاهرة وهو ما كان بالفعل.
في 29 إبريل سنة 1807 وصلت المراكب التي تحمل 450 رأس مع 480 أسير إلى بولاق وكان أبرز الأسرى الميجور مور، والميجور وجلسند، ثم تمت زفة الأسرى من بولاق إلى الأزبكية والتي كانت تعتبر وسط القاهرة حينها، واحتشد الناس للمشاهدة على جوانب الشوارع وأطراف الطرقات لرؤية المناظر، ثم تحركت الزفة من الأزبكية إلى القلعة حيث مقر حكم محمد علي باشا.
وُقِّعَت معاهدة دمنهور يوم 12 أغسطس 1807 والتي قضت بجلاء الإنجليز عن مصر وتم تنفيذ بنود المعاهدة يوم 19 سبتمبر من نفس العام، ولم تنسى بريطانيا تاريخ جلاءهم عن القاهرة في سبتمبر 1807 حيث دخل الإنجليز قلعة الجبل في سبتمبر 1882 م.
لم يكن الجلاء عارًا بالنسبة لانجلترا بقدر عار زفة الأسرى والقتلى، فقد كان المنظر مخزيًا بالنسبة لهم، وأخذوا درسًا مفاده أن دخول مصر وأي بلد في الشرق، لابد أن يكون قائمًا على المعلومة قبل أن يكون الاعتماد على السلاح.
في عام 1882 صدر كتاب Report on Egypt عن المخابرات الإنجليزية وطُبِع في مكتبة هاريسون وأولاده وكان صادرًا لملكة انجلترا، وخصص الكتاب فصلاً عن حملة فريزر ص 36، وذكر صراحةً أن ما جرى كان عارًا لن يمحوه الزمان واستفادت بريطانيا منه بقاعدة مفادها أن النصر لمن يملك المعلومة، إذ أن معلومات القوات الإنجليزية عن مصر كانت قاصرة ولم تكن مبنية على دراسة لطبيعتها كشعب وأرض وهو الأمر الذي تفادته بريطانيا في حملة النيل عام 1882 م بجهاز المخابرات.