الضفدعة التي طورت تاريخ سرقة الآثار المصرية
سرقة الآثار المصرية ملف مليان قصص وحكايات واتورط فيه ناس كتير، بس أصلاً إزاي تطورت سرقة الآثار المصرية ؟ الإجابة كانت عن طريق الضفدعة.
لما محمد علي باشا قرر منع سرقة الآثار المصرية كان إدراكه لقيمتها متأخر شوية عشان قبل يوم 29 يونيو 1835 م «وهو يوم إقرار قانون منع سرقة الآثار» كان رجل السيرك الإيطالي جيوفاني باتيستا بلزوني قدر يسرق التمثال النصفي للملك رمسيس الثاني، ومسلة معبد فيلة، وعشرات العملات بالإضافة لمقبرة الملك الكاهن آي، مع 20 مومياء و50 بردية، وكل الكميات بدأت عن طريقة ضفدعة !.
جيوفاني باتيستا بلزوني من مواليد 15 نوفمبر من العام 1778 م في مدينة بادو الإيطالية، أبوه كان حلاق لأبٍ ومخلف 14 واد، ولما جيوفاني بلغ سن الـ 16 سافر إلى روما بحجة دراسته لعلم حركيات السوائل.
فيه دراسة قديمة نشرتها جامعة مينيسوتا الأمريكية بتقول إن نهضة الجيش الفرنسي وتهديده لروما خلى جوفاني يلتحق بالرهبنة عشان تكون سبب إنه ميحاربش، وفي سنة 1800 سافر لهولندا واشتغل حلاق لمدة 3 سنين وبعدها اتجوز واحدة بتشتغل في السيرك وهي شدته معاها في الشغلانة فبقي بهلوان.
فضل جيوفاني في مهنة بهلوان السيرك من سنة 1803 لحد سنة 1815 وسافر بلاد كتير زي إسبانيا والبرتغال وأخيرًا مالطة وهناك عرف بإن فيه واحد اسمه إسماعيل جبل طارق كان أحد رجال محمد علي باشا واللي جا مالطة عشان يتعرف على أساليب الري الجديدة.
جيوفاني كان عايز يكون ضمن رجال الباشا فسافر لمصر ومعه اختراع آلة لرفع مياه نهر النيل، لكن محمد علي باشا مهتمش بالآلة دي وفَضَّل التعرف على الأساليب الفرنسية فالدنيا بقيت سودا في وش جيوفاني.
كان يوهان لودفيك بركهارت هو حلقة الوصل بين جيوفاني باتيستا بلزوني والقنصل الإنجليزي هنري سولت فسهل له عمليات الترحال في الصحراء واكتشاف كنوز مصر القديمة، فبدأ من الجيزة وكان جيوفاني أول واحد يدخل هرم خفرع ويكتشف خباياه وحقق اكتشافات هناك، بعدها قرر السفر للجنوب فراح الأقصر وأسوان وكان الصعيد بوابته للسرقة.
سافر جيوفاني لأسوان عشان ينقب في الصحراء فشاف رؤوس 4 تماثيل مغمورة في الرمال ومكنش عارف هي التماثيل دي واقفة ولا جزء من تكوين صخري، كمان الرمال الناعمة بتغطي المكان.
قعد بلزوني مع نجوم الليل يعدها ويلعن طول المشوار عشان ملقيش حاجة، فقرر إنه يسيب مصر واحتفل بقرار سفره بحفلة سهر مع بدو العربان وأهالي النوبة عند جزيرة هي حاليًا معروفة باسم جزيرة التمساح.
وهو وقاعد الجلوس كان فيه كائن حي مُبْهَم بيتنطط لحد ما وصل لقفا جيوفاني فحسس عليه لقي طري فصرخ وهو فاكره ثعبان، ضحك عليه الناس لإن إزاي راجل يخاف من ضفدعة
قال جيوفاني لنفسه وهو ييضحك طالما أن الضفدعة نطت وجات لي من الجبل للمياة فهي أكيد ساكنة في منطقة تصلح للحياة فراح للمحور العمودي في وسط مجموعة التماثيل بين الراس التالتة والرابعة فغمره جرف من الرمل وشده لتحت فحسس برجله لحد ما عرف إنه واقف على معبد .. وكان المعبد دا هو معبد أبو سمبل.
سافر جيوفاني مصر كلها كرحالة فكان أول أوروبي يزور الواحات البحرية، كمان حدد أطلال مدينة برنيس البطلمية في البحر الأحمر وعثر على عملات من عصر بطليموس فأخدها عشان تكون أول غنيمة في تاريخ سرقة الآثار المصرية على يده.
جيوفاني في مذكراته الشخصية المطبوعة قبل ما يموت بـ 3 سنين قال إنه اتجه لوادي الملوك ودخل المقابر الملكية وتمكن من إنه ياخد تابوت للملك سيتي الأول وباعه للسير جون سوين في لندن بـ 2000 جنيه استرليني.
كما قدر يسرق التمثال النصفي للملك رمسيس الثاني في 17 يوم بمساعدة 130 راجل ولسه التمثال موجود في المتحف البريطاني.
في عام 1819 راح جيوفاني للندن ونشر روايته عن رحلاته واكتشافاته وفي سنة 1823 سافر لغرب إفريقيا لحد موصل لمملكة بنين في العام التالي، وبحلول عام 1823 توجه إلى غرب إفريقيا ، عازماً السفر إلى تمبكتو، بعد رفض السماح له بالمرور عبر المغرب واختار طريق ساحل غينيا، ووصل إلى مملكة بنين وهناك جاله مرض الزحار.
الرحالة الشهير ريتشارد فرانسيس بيرتون في موسوعة البريطانية الطبعة 11، قال أن جيوفاني اتقتل واتسُرق في بنين الإفريقية على قطاع الطرق سنة 1823 م .. الحرام مبيدومش برضه